
قال مسؤولون بكردستان العراق يوم الأحد إن طائرات حربية تركية قصفت أمس مواقع للمتمردين الأكراد في شمال العراق. يأتي ذلك فيما طالبت تركيا كلاً من العراق والولايات المتحدة وحكومة إقليم كردستان العراق، بتسليمها 248 متمرداً كردياً يهاجمون الأراضي التركية انطلاقا من قواعدهم بشمال العراق.
وقال مسؤول بالمنطقة إن رجلا أصيب في قرية سيدكان في محافظة أربيل القريبة من الحدود مع تركيا وإيران، جراء القصف.
كما قال موقع مكتب الإعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني على الإنترنت إن القصف استهدف خمسة مواقع، مضيفا أنه شمل قصف قرى ومرتفعات حدودية في ناحية سيدكان شرقي محافظة أربيل.
وشنت تركيا في الأسابيع الأخيرة غارات جوية على مواقع حزب العمال الكردستاني بعدما ألغى المتمردون هدنة من جانب واحد استمرت 14 شهرا في الأول من يونيو وكثفوا الهجمات على أهداف للجيش.
ولم يؤكد الجيش التركي على الفور نبأ القصف. لكن مسؤولون أتراك طلبوا عدم نشر أسمائهم قالوا إن اثنين من مقاتلي حزب العمال الكردستاني قتلا في هجوم منفصل في إقليم فان التركي في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة بعد أن رفضا الاستسلام لقوات الأمن، حسبما نقلت رويترز.
من جهتها، طالبت تركيا كلاً من العراق والولايات المتحدة وحكومة إقليم كردستان العراق، بتسليمها 248 متمرداً كردياً يهاجمون الأراضي التركية انطلاقا من قواعد في شمال العراق.
وإزاء هذه التطورات الميدانية، طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لقاء أحزاب المعارضة التركية الرئيسية لمناقشة مسألة تصاعد وتيرة أعمال العنف "الإرهابية" في مختلف أنحاء البلاد.
ونقلت صحيفة "حرييت" عن مسؤولين عسكريين أتراك لم تذكر أسماءهم، أن لائحة المطلوبين من المقاتلين الأكراد تضم 248 شخصاً بينهم قياديون مثل مورات كارايلان وشميل باييك ودوران كلكان.
وطلبت تركيا تسليمها المطلوبين "في أقرب فرصة"، واقترحت شن عملية مشتركة "إذا كان ذلك ضرورياً" لاعتقال هؤلاء الرجال. وأوضحت الصحيفة أن "تضييق الخناق لم يكن صارماً كما هو الآن" على قادة حركة التمرد الذين يستخدمون قاعدة خلفية في شمال العراق الخاضع للإدارة الكردية.
ويذكر أنه في 2008، أنشأت تركيا والعراق والولايات المتحدة لجنة ثلاثية لتنسيق التصدي لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة وواشنطن وعدد كبير من البلدان، منظمة إرهابية.
وتأتي الهجمات التركية بعد إعلان زعيم حزب العمال الكردستاني مراد قرايلان إن الحزب لن يعلن مستقبلا عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد مع تركيا. كما صعد الحزب هجماته ضد الأهداف التركية بعد أن قال الزعيم الكردي عبد الله أوجلان في مايو الماضي إنه تخلى عن جهود السلام مع تركيا، في حين أعلن المقاتلون الشهر الماضي تخليهم عن هدنة معلنة من جانب واحد.
ويقول الخبراء إن نحو ألفي مقاتل كردي يتخندقون في شمال العراق ويشنون من هناك هجمات داخل الأراضي التركية.