
قررت تركيا منح "إسرائيل" مهلة 25 يوما لتقديم اعتذار رسمي عن الهجوم على "أسطول الحرية" لغزة ، وتقديم التعويضات المناسبة لأسر الضحايا التسعة " 8 أتراك وأمريكي من أصل تركي " .
وكانت تركيا قد حذرت امس من أنها ستقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب إذا لم تبادر الأخيرة بالاعتذار، وكذلك اذا لم تلتزم بالتعويض لاسر الشهداء التسعة، واعادة السفن المحتجزة ومتعلقات الذين كانوا على متنها.
ونقلت صحيفة " صباح " التركية اليوم الثلاثاء عن مصادر دبلوماسية أن أنقرة قررت الانتظار حتى نهاية شهر يوليو الجاري قبل الإقدام على خطوات جديدة فى علاقاتها مع كيان الاحتلال، لمنحها الفرصة لتنفيذ مطالب تركيا بالاعتذار وتقديم التعويضات أو قبول لجنة تحقيق دولية فى الهجوم، والتى قدمها وزير الخارجية أحمد داود أوغلو لوزير التجارة والصناعة والعمل الصهيوني بنيامين بن أليعازر خلال لقائهما فى بروكسل الأسبوع الماضي .
وأكدت الصحيفة أن نقرة تتوقع ان يقنع أوباما نتنياهو بالتراجع عن موقفه وتقديم الاعتذار المطلوب من جانب تركيا حتى يتجنب تشكيل لجنة تحقيق دولية فى الهجوم على سفن اسطول الحرية .
واستبعدت المصادر اقدام تركيا على قطع العلاقات الدبلوماسية مع كيان الاحتلال حال رفضها تلبية مطالبها مرجحة أن تستمر العلاقات الدبلوماسية على المستوى الحالي أي مستوى القائم بالأعمال وعدم عودتها الى مجراها السابق مع إغلاق المجال الجوي التركي أمام الطائرات الإسرائيلية العسكرية والمدنية.
من جانبها، ردت تل أبيب على التلويح التركي بقطع العلاقات حال عدم الاعتذار بالتأكيد على رغبتها في عودة العلاقات مع أنقرة إلى طبيعتها، ومطالبتها إياها بالاعتذار عن إرسال ما يزعم الاحتلال انهم «مخربين» على متن السفن.
وقال مصدر سياسي إن الحديث حول إمكانية قطع العلاقات «أمر غير مقبول»، مشيرا إلى أنه «رغم المد والجزر في العلاقات بين البلدين خلال السنوات الستين الماضية فإن تركيا لم تقطع علاقاتها ولو مرة واحدة. مجددا التأكيد أن «إسرائيل لن تعتذر عن الحفاظ على نفسها»، وأضاف «لدينا كل الحق في منع نقل أسلحة من إيران إلى غزة.. بالطبع نحن نأسف لإزهاق أرواح، ولكن العنف لم يبدأ من الجانب الإسرائيلي».
وكان وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو قد اكد إن بلاده تنتظر رد الكيان على الشروط التركية، مؤكداً ان اعتذار دولة الاحتلال الرسمي هو اساسي لبحث سبل استئناف اعادة الامور إلى وضعها الطبيعي. مهدداً بأن انقرة ستقطع علاقاتها مع تل ابيب إذا لم تعتذر الأخيرة عن الهجوم.
كما أعلن داود أوغلو أن بلاده أغلقت مجالها الجوي أمام جميع الرحلات العسكرية لطائرات كيان الاحتلال وإن «هذا القرار لم يتخذ لرحلة واحدة أو رحلتين فقط»، مشيراً إلى أنه قد يصار إلى توسيع نطاقه بحيث يشمل الرحلات المدنية أيضاً.
وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست ان وزارة الدفاع التركية ابلغت وزارة الحرب في دولة الاحتلال انها قررت عدم المشاركة في المناورات البحرية «الحورية الواثقة» المقررة الشهر المقبل والتي ستشارك فيها الولايات المتحدة ايضاً.