أنت هنا

23 رجب 1431
المسلم- خاص- وكالات

نعت كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني الشيعي وهيئة علماء المسلمين في العراق المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله، الذي توفي اليوم الأحد في إحدى مستشفيات بيروت؛ إثر نزيف داخلي حاد تعرض له قبل أيام.

وفي بيان لها وصل "المسلم" نسخة منه نعت "هيئة علماء المسلمين" فضل الله، واستذكرت الهيئة في نعيها فتوى "فضل الله" الشهيرة بعدم جواز مساعدة أمريكا وحلفائها على ضرب العراق، أو تمكينها من السيطرة على مقدرات وثروات شعبه الطبيعية وسياسته العامة، وتأكيده بأن الله تعالى يحرم إعانة الكافرين على المسلمين".

وفي ختام نعيها "تضرعت الهيئة إلى الباري جل في علاه أن يتغمد المتوفي بالرحمة، ويلهم أهله وذويه ومحبيه وأتباعه الصبر الجميل".

 وقالت حركة حماس في نعيها الذي وصل موقع المسلم أيضا " تنعي حماس الشيخ فضل الله الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم في العاصمة اللبنانية بيروت عن عمر يناهز (75 عاماً)، قضاها في العلم والعطاء خدمة للمشروع الإسلامي، ووحدة الأمة الإسلامية في مواجهة الاحتلال والعدوان، كما كان العلاَّمة فضل الله رحمه الله من دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وعاملاً على جمع كلمة المسلمين، ومناصراً لقضاياهم المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي أولاها بالغ الاهتمام".

و"تتقدم حركة حماس بخالص العزاء والمواساة لعائلته ومقلديه، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد روح الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم أهله وذويه ومقلديه جميل الصبر والسلوان".

كما نعاه حزب الله الذي كان يعتبر فضل الله "الأب الروحي" له في بيان وأعلن الحداد ثلاثة أيام، وجاء في البيان أن "لبنان والأمة الإسلامية والعالم بأسره فقدوا ... العالم الإسلامي الكبير الذي ملأ الساحة بعلمه وجهاده ومواقفه وتربيته ومؤلفاته وهو الذي وقف بكل جرأة ووضوح نصيرا للمقاومة ضد العدو الصهيوني وللمجاهدين الأبطال حيث تشهد الساحة تحديه وتصديه للاحتلال وأفعاله الإجرامية والأثمان التي دفعها نتيجة لمواقفه وعبر عن رفضه لمؤامرات الاستكبار".

كذلك نعاه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري المسلم الشيعي قائلا إنه "واحد من أبرز أركان المرجعية الإسلامية الرشيدة... والذي بفقدانه تفتقد الأمة داعية من طلائع الدعاة إلى الوحدة الإسلامية وصوتا مدويا من أجل نصرة قضايا الحق والعدالة ومقاومة الظلم والعدوان وداعما من أبرز دعائم قيام لبنان نموذجا للتعايش بين الحضارات والأديان وظهيرا للمقاومة ظل حتى الرمق الأخير".

وأصدر رئيس الوزراء سعد الحريري بيانا نعى فيه المرجع الشيعي قائلا إن "لبنان يخسر مرجعية وطنية وروحية كبرى "أسهمت إسهاما فعالا في ترسيخ قيم الحق والعدل لمقاومة الظلم وأضافت إلى الفكر الإسلامي صفحات مميزة ستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل".

وكانت الحالة الصحية لفضل الله قد تدهورت مؤخرا, وأكد مسؤول بمكتبه أنه "أدخل إلى المستشفى لإصابته بنزيف داخلى". وقد عانى فضل الله خلال السنوات الأخيرة من مرض السكري وارتفاع في ضغط الدم.

وولد فضل الله، بمدينة "النجف" العراقية عام 1935، قبل أن ينتقل للإقامة في لبنان عام 1966.

وبعد انتقاله إلى لبنان قبل 44 عاماً، أسس فضل الله ما يسمى بـ"حوزة المعهد الشرعي الإسلامي"، وهناك اختلافات بين فضل الله وعدد من المراجع الشيعية الأخرى، لدرجة أن البعض لا يقرون له بالمرجعية، ويعتبرونه بأنه "ضال ومضل"، كما تعرض لعدة محاولات اغتيال.