22 رجب 1431
المسلم- وكالات

أدت روزا أوتونباييفا اليوم السبت القَسمَ أمام نحو ألف شخص لتصبح رسميا أول امرأة تتولى رئاسة جمهورية قيرغيزستان المسلمة، التي خرجت لتوها من مواجهات عنيفة بين القرغيز والأوزبك خلال الأسابيع الماضية أسقطت مئات القتلى معظمهم من الأوزبك، وتعهدت ببدء حقبة سياسية جديدة في بلادها تكون مبنية على "الاحترام الكامل لدولة القانون".

وقالت خلال أدائها اليمين الدستورية "بصفتي رئيسة لن أدخر أي جهد لخلق ثقافة سياسية جديدة في البلاد مبنية على الاحترام الكامل لدولة القانون". وأضافت "سأطلب من الحكومة كلها ضمان ذلك. هذه السياسة الجديدة لا يمكن أن تبنى على أوهام. يجب أن تصبح حقيقية وفعلية".

وشهدت قرغيزستان أعمال عنف وعدم استقرار سياسي خلال الأشهر الأخيرة. وتتولى الرئيسة الجديدة مهامها بعد أيام من إقرار دستور جديد بغالبية ساحقة في استفتاء ما يجعل من قرغيزستان أول ديموقراطية برلمانية في المنطقة.

ويقلص الدستور الجديد الذي جرت المصادقة عليه الأحد، صلاحيات الرئيس ويمهد لانتخابات برلمانية قالت السلطات إنها ستجري مطلع أكتوبر لتعيين حكومة دائمة.

وستتولى أوتونباييفا رئاسة حكومة تصريف أعمال إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في 2011. وقد منحها الاستفتاء صلاحية تولي الرئاسة غير أنه لا يحق لها الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويتعين على حكومتها تهدئة التوترات في مناطق جنوب البلاد التي شهدت اشتباكات دامية بين الغالبية القرغيزية والأقلية الأوزبكية في مدينتي أوش وجلال أباد والمناطق المحيطة بهما مما أدى إلى مقتل نحو ألفي شخص الشهر الماضي.

وفر أكثر من 75 ألف شخص إلى أوزبكستان المجاورة، إلا أنهم عادوا إلى قرغيزستان، ما دفع بمنظمات الإغاثة الدولية إلى التحذير من أزمة إنسانية في التعامل مع آلاف العائلات التي دمرت منازلها.

وقال عدد من الضحايا إن أعمال عنف دبرتها ميليشيات قرغيزية مسلحة استهدفت السكان من أصل اوزبكي والذين يشكلون نحو 14% من سكان قرغيزستان البالغ عددهم 5,3 ملايين شخص.

واعتمدت الرئيسة الجديدة لهجة مصالحة بشأن العنف، وتجنبت إلقاء اللوم على جماعة عرقية دون غيرها، فيما وعدت بأن الحكومة ستبذل مزيدا من الجهود لضمان عودة الخدمات إلى مواطنيها في المناطق الجنوبية المدمرة.

وقالت "اليوم تمر قرغيزستان بواحدة من أكثر الفترات دراماتيكية في تاريخها. ولسوء الحظ فإن أحداثا ماسوية جرت في مناطق أوش وجلال أباد .. وسفكت قوى الظلام دماء كثير من الأبرياء".

وأضافت "وأنا بدوري أعد بأن الدولة ستفعل كل ما بوسعها وبالسرعة الممكنة للتغلب على آثار هذه المأساة".

إلا أن أوتونباييفا تواجه سلسلة من المهام الصعبة التي تتعدى التغلب على العنف إذا أرادت إحلال الاستقرار في البلاد، بحسب ما قال مارات كازكباييف المحلل السياسي في بشكيك لوكالة الأنباء الفرنسية.

وأضاف أن "أصعب الأمور الآن بالنسبة لأوتونباييفا هو إنعاش الاقتصاد الوطني وحل المسائل الأمنية والمشاكل الإجتماعية، وأن تبرهن للعالم قدرتها على الحكم في الظروف الصعبة".

ومن المرجح أن تراقب كل من روسيا والولايات المتحدة الخطوات الأولى التي ستقوم بها الرئيسة الجديدة، وخصوصا أن للبلدين قواعد عسكرية في البلد الذي يتمتع بموقع استراتيجي.