أنت هنا

22 رجب 1431
المسلم- موقع العراق للجميع

شيع الآلاف من مواطني محافظة الأنبار، اليوم السبت، جثمان مفتي المحافظة الشيخ عبد العليم السعدي الذي اغتيل، مساء أمس الجمعة بهجوم مسلح أمام منزله وسط الرمادي، بعد أيام على إصداره فتوى تطالب المواطنين بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، فيما اتهم معاون قائد شرطة الأنبار تنظيم القاعدة بالوقوف وراء عملية الاغتيال.

وسار موكب التشييع وسط إجراءات أمنية مشددة، وحضره عدد كبير من علماء الدين من مختلف المحافظات العراقية وقادة الأجهزة الأمنية وعدد من المسؤولين المحليين ووجهاء المدينة. ودفن جثمان السعدي بعد تأدية صلاة الميت عليه في جامع الرمادي الكبير في مقبرة الخمسة كيلو غرب الرمادي، بحسب ما ذكر موقع "العراق للجميع".

وقال عضو مجلس محافظة الأنبار مزهر حسن الملا في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الجميع في الأنبار متفقون على أن الحادثة تشكل جريمة بشعة ارتكبت بحق رجل في الثمانين من عمره"، مستدركا "يوجد إجماعاً شعبياً على وجود تقصير واضح وخلل وإهمال في عمل قيادة عمليات الأنبار فقد تركت الإرهابيين الحقيقيين يصولون ويجولون في المحافظة وفرغت نفسها لمطاردة الأبرياء".

وكان مصدر أمني في شرطة الأنبار، قال أمس الجمعة، إن السعدي قتل في هجوم بأسلحة كاتمة للصوت بالقرب من منزله الواقع في شارع 17 وسط مدينة الرمادي، 110 كلم غرب بغداد.

وأوضح الملا أن "السعدي كان قد أصدر فتوى قبل أيام قليلة من اغتياله حث فيها أهالي الأنبار على التعاون مع الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية كواجب شرعي للحفاظ على الأمن"، مرجحاً أن "تكون الفتوى هي سبب اغتياله".

من جهته، أكد معاون قائد شرطة الأنبار العميد محمد رشيد أن "الشرطة فتحت تحقيقاً موسعاً بمشاركة ضباط كبار في الشرطة والجيش لكشف هوية المجرمين وإلقاء القبض عليهم".

وأضاف رشيد أن "العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة ولا مصلحة لأحد باغتياله سواه، بعد أن وجد التنظيم أن الفتوى التي أصدرها الشيخ تشكل خطراً عليه".

وبمقتل السعدي يرتفع عدد رجال الدين وأئمة وخطباء المساجد الذين قتلوا في محافظة الأنبار خلال السنوات الأربع الماضية إلى 32 عالما ورجل دين.

 وكان السعدي يشغل، إضافة إلى منصبه كمفتي الأنبار، منصب رئيس رابطة علماء العراق وعضو الهيئة العليا للإفتاء في العراق. ووجه تنظيم القاعدة تهديدات عدة للسعدي بعد أن أصدر فتاوى تحرم إباحة الدم العراقي وخصوصا عناصر الجيش والشرطة.

يذكر أن شرطة الأنبار ومركزها الرمادي، نحو 110 كم غرب بغداد، قد اتخذت في فبراير الماضي إجراءات لحماية علماء الدين في المحافظة تمثلت بقطع الطرق خلال أداء صلاة الجمعة وتخصيص ثلاثة إلى أربعة عناصر شرطة لحماية المساجد.