أنت هنا

18 رجب 1431
المسلم ـ وكالات

قالت السلطات الأمريكية أمس الاثنين إنها اكتشفت شبكة تجسس روسية كانت تعمل منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي على جمع معلومات لحساب موسكو في الولايات المتحدة.

ويأتي الإعلان الأمريكي بعد أقل من أسبوع من زيارة الرئيس الروسي، ديمتيري ميدفيديف، إلى واشنطن

وأوضحت وزارة العدل الأمريكية أن شبكة التجسس الروسية التي تم تفكيكها في الولايات المتحدة كانت تعمل على جمع معلومات حول مواقف واشنطن في المفاوضات حول عقد المعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت-2) مع روسيا، والخطط الأمريكية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني وقضية أفغانستان والوضع في آسيا الوسطى.

وأكدت الوزارة أن الشبكة كانت تتكون من 11 شخصا تم اعتقال 10 منهم يوم الأحد الماضي، وهم يواجهون تهم العمالة لصالح دولة أجنبية وغسيل الاموال.

ووفقًا للوزارة فان المتهمين الذين تم اعتقالهم في ولايات ماساتشوسيتس ونيوجيرسي وفرجينيا ونيويورك كانوا مدربين ومكلفين من قبل المخابرات الروسية بدخول الولايات المتحدة وانتحال شخصيات أمريكية.

وأوضحت الوزارة أن 8 من المعتقلين "كانوا يقومون بتنفيذ مهمات طويلة الأمد لحساب روسيا الاتحادية"، أما الاثنان الآخران فكانت لهما صلة بنفس البرنامج التجسسي الروسي.

من جهته، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي ان افراد الخلية استخدموا تقنيات "قديمة" مثل دفن مبالغ مالية في التراب الى جانب علامة مميزة كقنينة بيرة فارغة، او لقاءات خاطفة في الحدائق العمومية تمثل كما لو كانت بين مجهولين.

وذكرت السلطات الأمريكية أن اعتقال المشتبه بهم جاء نتيجة تحقيق استمر سنوات طويلة ساهم فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي والنيابة العامة في جنوب نيويورك وقسم مكافحة الجاسوسية في مديرية الأمن القومي التابعة لوزارة العدل. 

ووفقًا للوائح الاتهام، تلقى اثنان من المتهمين في عام 2009 رسالة من جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي تقول: "لقد ارسلتما الى الولايات المتحدة في مهمة طويلة الامد، والغرض من تعليمكما وحساباتكما البنكية وسياراتكما ومنازلكما وغير ذلك شيء واحد: تأدية مهمتكم الرئيسية، وهي ربط وتطوير علاقات مع صناع القرار الامريكيين وارسال المعلومات."

ومن المقرر أن يمثل 5 من المتهمين لاحقا امام محكمة بمانهاتنن وهما زوجان يعرفان بـ"ريتشارد مرفي وسينثيا مرفي"، وقد اعتقلا في مونكلير بولاية نيوجرسي، وفيكي باليز وخوان لازارو الذان اعتقلا في يونكرز بولاية نيويورك، وآنا تشابمان التي اعتقلت في مانهاتن.

اما المتهم الذي لم يقبض عليه بعد فيعرف باسم كريستوفر ميتسوس.

كما اعتقلت الشرطة في بوستون زوجين آخرين وهما دونالد هيثفيلد وتريسي فولي.

من جهة أخرى، نفى متحدث باسم السفارة الروسية في واشنطن علمه بالاعتقالات لافتًا إلى أنه يجري اتصالات مع موسكو في هذا الشأن.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية أن الأدلة التي قدمها مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى المحكمة تشير إلى أن بعض المشتبه بهم كانوا على اتصال مع المسؤولين الروس،" بما في ذلك الدبلوماسيين من البعثة الدائمة لروسيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة من 2004 إلى بداية عام 2010.
ورفض مسؤولون من البعثة الروسية التعليق على البيان الصادر عن وزارة العدل الأميركية.
وقال الناطق باسم البعثة: "ليس لدينا تعليق على هذا البيان وليس لدينا معلومات بشأن هذه القضية"، وفق وكالة الأنباء الروسية الرسمية.