
اتهمت حركة حماس القاهرة بالفشل في ملف المصالحة, مشيرة إلى أن تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ضدها "غير لائقة سياسيا".
وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم: إن "مثل هذه التصريحات تؤكد أن دور مصر لم يكن حياديا وإنما تصعيديا ضد قيادة حماس ويشير إلى أن هناك تراجعا في الدور المصري في رعاية هذا الملف".
وأضاف برهوم: إن حماس تعتبر تصريحات زكي "تسيء للسلطات المصرية ولا تسيء إلى حركة حماس".
وتابع: إنه من الواضح أن هناك تعثرا في جهود المصالحة الفلسطينية "نتيجة رفض مصر التعامل مع مساعي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فيما توصلنا إليه معه من مقترحات لتجاوز عقبة التوقيع على الورقة المصرية".
واتهم برهوم القاهرة بالتنسيق مع محمود عباس "لرفض أي تعاط إيجابي مع أي جهد عربي أو فلسطيني لإنجاح جهود المصالحة".
وكانت الخارجية المصرية شنت هجوما لاذعا على محمود الزهار أحد أبرز قيادات حماس بعد تصريحات أدلى بها إلى صحيفة مصرية ينتقد فيها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط.
وقال السفير حسام زكي إن "محمود الزهار يعكس بكلامه عدم فهم آليات العمل المصرية في مجال السياسة الخارجية، وهو يتصور أن الحديث عمن يدير الملف يتم بأسلوب التنظيمات وليس الدول".
وأضاف: إن "وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مسؤول عن السياسة الخارجية ولا يحتاج شهادة من أحد ليقول لنا من يدير هذا الملف أو ذاك".
من جهته, طالب رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز الإدارة الأمريكية بالعمل على إطلاق قناة مفاوضات سريّة" بين الجانب الصهيوني من جهة و"سلطة فتح" من جانب آخر، إلى جانب المحادثات "غير المباشرة" التي تجري بوساطة مبعوث الولايات المتحدّة لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل.
وقال بيريز، أثناء استقباله للسيناتور الأمريكي جون كيري الذي يزور المنطقة حالياً، "يجب العمل على إطلاق قناة تفاوضية سريّة بين "إسرائيل" والفلسطينيين، إلى جانب القنوات الأخرى"، وفق تعبيره.
وكانت صحيفة معاريف ، قد أكّدت صباح اليوم الأحد أن القيادة الأمريكية تجري تحركات حثيثة في مسعى لعقد لقاء بين رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في واشنطن مطلع الشهر المقبل، لإعلان انطلاقة المفاوضات المباشرة بين الجانبين.
وكشف مصدر فلسطيني مطّلع حقيقة ما جرى خلال الأسابيع الماضية بشأن ملف المصالحة بين حركتي حماس وفتح، وأسباب تصاعد أجواء التفاؤل بقرب تحقيقها، ثم تراجع ذلك وصولاً إلى حالة من التشاؤم والإحباط.
وأشار المصدر الذي شارك في اجتماعات لجنة المصالحة التي شكلها محمود عباس بموجب قرار رئاسي، إلى أن الأمور كانت في طريقها إلى الانفراج والاقتراب من اتفاق ينهي حالة الانقسام، لولا اصطدام الجهود بعقبة الرفض المصري وبتراجع رئيس السلطة عن تفويضه لهذه اللجنة.