
شهدت مدينة تورونتو الكندية احتجاجات صاخبة مساء أمس السبت، تزامناً مع افتتاح أعمال قمة الـ20، تخللتها مواجهات بين قوات الأمن ومئات المحتجين، الذين أشعلوا النار في سيارتين للشرطة على الأقل، كما قاموا بتحطيم واجهات عدد من المكاتب والمحال التجارية في كبرى المدن الكندية.
وكشفت تقارير صحفية أنه وقعت أعمال عنف واشتباكات بين قوات الأمن الكندية والمتظاهرين الذين طالبوا قادة دول مجموعة العشرين ببذل المزيد من الجهود لمكافحة الفقر.
ولم تتوافر أية تقارير على الفور عن سقوط ضحايا خلال تلك المواجهات، فيما بثت شبكة سي إن إن الأمريكية لقطات حية من موقع المظاهرات، أظهرت سحب من الدخان تغطي المكان، نتيجة حرائق أشعلها المتظاهرون، وكذلك نتيجة استخدام قوات الشرطة للقنابل المسيلة للدموع.
ومن المتوقع أن تشهد قمة العشرين، التي تستضيفها تورونتو على مدى يومي 26 و27 يونيو الجاري، الكثير من النقاشات حول مستقبل الاقتصاد العالمي والاتجاه الذي سيسير فيه، خاصة وأن واشنطن ستصر - كما هو متوقع - على الدفع باتجاه مواصلة ضخ الأموال الحكومية بالأسواق، بينما بدأت دول أوروبية بوضع خطط للتقشف، وفق ما أفاد محللون.
ومن المنتظر أن تجد واشنطن نفسها أمام واقع يتمثل في قيام أقرب حلفائها، بريطانيا، بالدفاع عن خططها التقشفية في المؤتمر، متذرعة بزيادة مخاطر الديون الحكومية، خاصة وأن الفترة ما بين هذا الاجتماع والقمة الأخيرة في الولايات المتحدة بسبتمبر الماضي، شهدت ظهور أزمات قروض دبي واليونان وجنوبي أوروبا وتراجع قيمة اليورو.
وقال سيمون إيفنت، الباحث في مركز السياسات الاقتصادية: "يريد الألمان التعبير عن قلقهم حيال احتمال حصول انهيار مالي في أوروبا الجنوبية، وبما أن الولايات المتحدة ليست على احتكاك بهذه المشكلة فهي لا تقر بوجودها، وبالتالي ليس بوسع واشنطن أن تتفهم ضرورة خفض النفقات في هذا الوقت الحرج اقتصادياً."
أما النقطة الخلافية الثانية فتتعلق بمستقبل الضرائب على أعمال المصارف، ففي الوقت الذي يعتقد فيه الجانب الأوروبي بضرورة فرض الرسوم على المصارف لمعالجة العجز المالي الحكومي، ترى واشنطن أن تحميل البنوك المزيد من الأعباء سيتسبب بخفض الإنفاق الاستهلاكي الضروري لإنعاش النمو.
وقد عبر وزير الخارجية الألماني، ولفغانغ شوبل، عن هذا الاختلاف بوجهات النظر بالقول: "المشرعون في الولايات المتحدة يريدون التركيز على الإصلاحات القصيرة الأمد، بينما نركز نحن على الخطوات الطويلة الأمد، لهذا نحاول التعامل مع مخاطر الديون الحكومية وارتفاع التضخم."
يشار إلى أن القمة ستكون الحدث الأول الذي يحضره رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، منذ تسلمه منصبه الجديد، ويتوقع أن يكون له مشاركات فعالة للدفاع عن توجهات حكومته التقشفية.
وجاء انعقاد قمة العشرين عقب ختام قمة مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى في كندا أيضا والتي شهدت انقساما بين القادة المجتمعين حول خطط مكافحة التغير المناخي.