
قدم وزير الكهرباء العراقي كريم وحيد استقالته مساء اليوم الاثنين على خلفية تظاهرات الاحتجاج التي تعم البلاد منذ ثلاثة أيام ضد انقطاع الكهرباء وتدخل فيها قوات الأمن مما تسبب في مقتل متظاهرين اثنين وإصابة آخرين.
وقال وحيد في تصريحات لتلفزيون "العراقية" الرسمي إنه استقال بسبب فشل الحكومة في توفير ما يكفي من الكهرباء برغم مرور سنوات على الغزو الأمريكي. واستجاب بذلك لأحد مطالب المحتجين الذين اشتبكوا مع الشرطة في البصرة بجنوب البلاد يوم السبت والناصرية في الجنوب أيضا يوم الاثنين.
وعلمت مصادر أن ضغوطا سياسية من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي قد أرغمت الوزير على تقديم استقالته بهدف تطويق الأزمة الأمنية والسياسية التي أثارتها تظاهرات الاحتجاج التي تنذر بالانتشار في مدن أخرى في وقت عصيب يحاول فيه المالكي التجديد لولايته 4 سنوات مقبلة، بحسب موقع "إيلاف".
وكان الوزير قد عقد مؤتمرا صحفيًا في وقت سابق اليوم عزا فيه أسباب تراجع إنتاج الكهرباء في الفترة الأخيرة إلى تأخر انجاز بعض وحدات إنتاج الكهرباء لمحطات في كركوك والناصرية من قبل بعض الشركات ولأسباب فنية وأمنية إضافة إلى تأخر وصول صهاريج الوقود المستورد من الكويت وإيران وتوقف ثلاث خطوط تجهيز الكهرباء من إيران أدت إلى تدهور إنتاج الطاقة الكهربائية إضافة إلى قلة التمويل ووقف إيران لإمداداتها وأجهزة المواطنين سبب تدهور الكهرباء.
وكان أكثر من خمسة آلاف عراقي خرجوا في تظاهرة حاشدة في مدينة الناصرية جنوبي العراق منددين بتردي الخدمات العامة في المحافظة وعدد من المحافظات العراقية.
وطالب المتظاهرون بوضع حد لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي المستمر والذي عبر عنه المتظاهرون بأنه وصل حدا لايمكن احتماله.
يشار إلى أن ساعات انقطاع التيار الكهربائي وصلت في بعض مناطق الجنوب إلى نحو عشرين ساعة يوميا، ووسط أجواء حارة جدا، حيث تجاوزت درجة الحرارة 50 درجة مئوية.