
كشفت دراسة أممية اليوم الاثنين أن 8% من الأفغان يعانون من الإدمان على المخدرات وهو ضعف المعدل العالمي، محذرة من أزمة كبيرة في الدولة الأكبر إنتاجا للمخدرات والتي تقبع تحت الاحتلال منذ أكثر من 9 أعوام.
وجاء في الدراسة التي أصدرتها الحكومة الأفغانية ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أن مليون شخص في أفغانستان تتراوح أعمارهم ما بين 15 و64 عاما يعانون من الإدمان على المخدرات التي غالبا ما تكون الأفيون أو الهيروين.
وقال أنتونيو ماريا كوستا المدير التنفيذي لمكتب مكافحة المخدرات والجريمة في بيان "لقد تسببت ثلاثة عقود من الصدمات التي سببتها الحرب، والوفرة غير المحدودة للمخدرات الرخيصة ومحدودية الحصول على العلاج في خلق مشكلة إدمان كبيرة ومتزايدة في أفغانستان".
وتعتبر أفغانستان أكبر مصدر للقنب وهي المادة الخام التي يصنع منها الهيروين، وأظهرت الدراسة أن الإدمان يمكن أن ينتشر لأن مدمني المخدرات في شمال أفغانستان وجنوبه يقدمون القنب لأطفالهم"، بحسب زعمها.
كما أوضحت الدراسة أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة ارتفع عدد من يستخدمون الأفيون بانتظام بنسبة 53% وأن عدد متعاطي الهيروين تضاعف مع ازدهار صناعة المخدرات.
وأضافت أن 10% فقط من مدمني المخدرات الذين شملتهم الدراسة تلقوا العلاج من الإدمان رغم أن 90 % يشعرون بأنهم يحتاجون العلاج.
ووجدت الدراسة أن الأفغان مدمنون كذلك على الحشيش والمسكنات والمهدئات ويتناولون المخدرات "كنوع من العلاج الذاتي في مواجهة مصاعب الحياة" في البلد الذي ذاق الويلات منذ الاحتلال الأمريكي منذ أكثر من 9 أعوام.
وتنتج أفغانستان أكثر من 90% من الأفيون العالمي خاصة في ولايتي هلمند وقندهار في الجنوب وفرح في الجنوب الغربي حيث تبلغ قيمة المخدرات المنتجة 2,8 مليون دولار سنويا.
يذكر أنه مع وقوع أفغانستان تحت الاحتلال الغربي بقيادة الولايات المتحدة، عادت زراعة الأفيون لتزدهر فيها بشكل خطير. وبعدما كانت واشنطن تتهم طالبان بإيوائها للإرهاب والمتاجرة بالمخدرات، تحولت هي إلى مشجع لزراعة نبتة الأفيون أو متغاض عن زراعتها في هذا البلد، لأغراض تخدم بقاء الاحتلال فيه أطول مدة ممكنة.