
قتل شخص وأصيب آخرون بنيران قوات الأمن العراقية خلال تظاهرة أمام مبنى مجلس محافظة البصرة بجنوب العراق التي رفع المشاركون فيها شعارات تطالب باقالة وزير الكهرباء ومحافظ البصرة على خلفية أزمة الكهرباء التي تعانيها المحافظة منذ عدة ايام.
وأفاد شهود عيان بأنه تم اعتقال ستة من المتظاهرين الذين كان عددهم يقارب الـ 4000 متظاهر.
كما أفادت مصادر عراقية بانتشار كثيف للقوات الأمنية في مدينة الكوت مركز محافظة واسط، إلى الشمال من البصرة خوفا من نشوب أعمال عنف أو تظاهرات على خلفية تظاهرة أهالي البصرة.
ورشق المتظاهرون الغاضبون ديوان مجلس المحافظة بالحجارة مطالبين بإقالة وزير الكهرباء كريم وحيد الذي يتولى حقيبة الكهرباء منذ 4 أعوام، وهو مستقل ضمن الإئتلاف الشيعي الحاكم، ومحافظ المدينة الغنية بالنفط شلتاغ عبود. ورفعوا لافتات كتب عليها "لا نريد النفط والدواء بل الماء والكهرباء" و"جماهير البصرة تطالب المرجعية العليا بتوفير الخدمات للمواطنين".
ورددوا هتافات عدة بينها "اليوم سلمية وغدا حربية" في إشارة إلى التظاهرة، وأخرى باللهجة المحلية "يا محافظ شيل ايدك (اي ارفع يدك) أهل البصرة ما تريدك". وأطلق حراس مجلس المحافظة النار في الهواء لتفريق المتظاهرين ثم أطلقوها على المحتجين أنفسهم، فقتلوا متظاهرا وأصابوا آخرين.
وقال الشيخ حيدر علي حسن (55 عاما) لوكالة الأنباء الفرنسية إن "أهالي البصرة مظلومون في الزمن السابق والحالي، لا نريد نفطا بل نريد كهرباء وماء". وأضاف أن "الكهرباء تقطع خمس ساعات وتأتي ساعة واحدة رغم أن درجات الحرارة فاقت الخمسين".
وتساءل "هل هذا إنصاف من الحكومة المحلية أو المركزية؟"، وحذر من أن "هذه المظاهرة سلمية لكننا سنقوم بأعمال لا تحمد عقباها إذا لم تتحقق مطالبنا".
في غضون ذلك، أفاد بيان حكومي أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي أمر بإرسال وفد وزاري إلى البصرة "لاتخاذ الإجراءت السريعة لمعالجة نقص الطاقة الكهربائية". وأضاف أن المالكي "وعد بمحاسبة جميع المسؤولين في وزارة الكهرباء من الذين أخلوا بالتزاماتهم ووعودهم بزيادة الطاقة الكهربائية في بغداد وباقي المحافظات إلى تسع ساعات مع حلول يونيو الحالي".
ودعا سكان البصرة إلى "تفويت الفرصة على أولئك الذين يحاولون استغلال هذه القضية وإثارة عدم الاستقرار في المحافظة". والبصرة أغنى مدن العراق ورئته الاقتصادية وتضم أكبر الحقول النفطية، فضلا عن كونها المرفا الرئيسي لتصدير النفط.
ويعاني قطاع الكهرباء في العراق عموما من فشل في إنتاج الطاقة طوال السنوات الماضية جراء تعرض المحطات وشبكات النقل إلى أضرار كبيرة عند اجتياح العراق عام 2003، أعقبها أعمال تخريب خلال الأعوام الماضية. ويعتمد العراقيون وخصوصا في بغداد، على مولدات طاقة لمعالجة النقص المستمر الذي يصل إلى حوالى 18 ساعة في اليوم.