
ثلاثة من الأتراك الأربعة الذين قتلوا في المجزرة "الإسرائيلية" البشعة ضد سفن "أسطول الحرية" الذي كان متوجها إلى غزة الإثنين الماضي كانوا يريدون أن يموتوا "شهداء" كما روى أصدقاؤهم وأقاربهم.
وقالت زوجة علي حيدر بنغي، لصحيفة "وطن"، إنه "كان يساعد الفقراء والمقهورين، ومنذ سنوات وهو يريد الذهاب إلى فلسطين، كان يدعو الله باستمرار أن ينعم عليه بالشهادة، "كان محبا للخير"، وأنه درس في الأزهر الشريف في القاهرة.
وللزوجين أربعة أبناء، وكان علي يعمل في متجر لإصلاح الهواتف في ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرق تركيا.
وقال صديق لعلي يدعى صابر جيلان لصحيفة "ملييت" "قبل أن يسافر في هذه الرحلة قال لنا إنه يريد أن يصبح شهيدا، كان يرغب بشدة في أن يموت شهيدا".
ومن الضحايا الأتراك الآخرين علي أكبر ياراتيلمس، وهو متقاعد في الخامسة والخمسين كان أبا لخمسة أبناء ويقيم في أنقره، وكان علي يعمل متطوعا مع المنظمة التركية للإغاثة وحقوق الإنسان التي تنشط في إرسال المساعدات إلى غزة.
وقال صديق له يدعى أحمد فاروق جوهر لصحيفة "صباح" إنه "نذر حياته لأعمال الخير، وهذا ما دفعه للذهاب إلى غزة، كان يريد دوما أن يصبح شهيدا".
والضحية الثالث إبراهيم بيلغن، مهندس متقاعد في الحادية والستين، وأب لستة أبناء، وكان من أنصار حزب فيليسيتي"، وهو حركة إسلامية في سيرت جنوب شرق تركيا، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.
وقال شقيق زوجته نوري مرغن للوكالة "إنه رجل مثالي وإنسان خير حقا، لذلك فإنه يستحق حقا الشهادة، لقد أعطاه الله الميتة التي كان يتمناها".
والضحية الرابع محرم كوتشاك، متطوع آخر في منظمة الإغاثة وحقوق الإنسان وفقا لصحيفة "وطن".
والسفينة التركية "مافي مرمرة" التي كانت تقل 600 شخصا بينهم الكثير من الأتراك هي التي شهدت مجزرة أوقعت قتلى في المياه الدولية قبل وصولها إلى قطاع غزة الخاضع للحصار "الاسرائيلي".
وكانت منظمة الإغاثة وحقوق الإنسان غير الحكومية (إنساني يرديم وقفي، بالتركية) أو "مؤسسة المساعدة الإنسانية" قد اشترت السفينة "مافي مرمرة" إضافة إلى سفينة شحن خصيصا للمشاركة في "أسطول الحرية".
وأنفقت المنظمة التي تمول خصوصا عمليات إعادة بناء في غزة عشرات ملايين اليوروات خلال عام واحد في سبيل القضية الفلسطينية.
وفي أثناء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة في يناير 2009 نظمت هذه المنظمة الإنسانية حملة جمع تبرعات في جميع أنحاء تركيا بمساعدة بلديات يرأسها أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم.