
بدأت الشهادات تتوالى من المتضامنين الذين كانوا على متن "أسطول الحرية" المتجه إلى غزة والذي هاجمته سفن الاحتلال الصهيوني في عرض البحر, للتأكيد على بشاعة الجرم الذي ارتكبه الاحتلال في حق الأبرياء.
فقد قال الربان التركي حسين توكالالاك قائد إحدى سفن الأسطول: "إنهم صوبوا مسدسين إلى رأس كل منا. وكانت حقا مسدسات مثيرة مثل تلك التي تشاهدها في الأفلام."
وأضاف توكالاك: إنهم كانوا على بعد 68 ميلا خارج المياه الاقليمية "لإسرائيل".
وتابع: إنه شهد أضواء في البحر والجو وطائرات مروحية تقترب من القافلة. وانطلقت زوارق سريعة نحوهم وحلقت المروحيات فوق السفن.
وأبلغ توكالاك الزوارق المقتربة من خلال مكبر للصوت ان سفينته في المياه الدولية ولا تحمل شيئا محظورا. وقال: إن ربابنة السفن الأخرى فعلوا الشئ نفسه. وزاد: إن "الاسرائيليين" هددوا بفتح النار وإغراقهم.
من جهتها, فقد أكدت النائبة في الكنيست الصهيوني حنين زعبي من عرب "إسرائيل" والتي كانت ضمن المشاركين في حملة أسطول الحرية, أن إطلاق النار على ركاب السفينة بدأ قبل عملية إنزال كوماندوز البحرية "الإسرائيلية" على السفينة، وقبل أن يحصل أي احتكاك بين الجنود وبين ركاب السفينة.
كما أكدت أيضا أن اثنين من الجرحى قد نزفوا حتى الموت نتيجة عدم تلقي المساعدة الطبية لهما، رغم المطالبة المستمرة من قبل النائبة زعبي بإسعافهما.
وأضافت "أنه كان من المتوقع أن يتم وقف الأسطول، ولكن ليس بهذه الكثافة العسكرية وبهذه المعدات وهذا الهجوم الفظيع على 600 مشارك في الحملة، وهم مدنيون وبرلمانيون وناشطو سلام تعاملت معهم إسرائيل ووصفتهم سلفا، ومنذ انطلاق الأسطول، بأنهم "إرهابيون" وذلك لتبرير العدوان عليهم".
وأوضحت زعبي أن الهجوم على السفينة وقع في المياه الدولية، على بعد 130 ميلا، قرابة الساعة الرابعة والربع فجرا حيث طلب من من الركاب ارتداء سترات النجاة، وعدم التواجد على سطح السفينة، إلا أن عملية الإنزال بدأت بشكل خاطف وسريع، وخلال أقل من 10 دقائق كان هناك 3 قتلى وعشرات الجرحى.
وقالت زعبي: "إنها لم تر أي راكب يحمل عصا، أو آلة حادة وأن الهجوم الإسرائيلي أعطى انطباعا بأن شيئا كبيرا سيحدث".
أما نورمان بيخ المواطن الألماني المعني بالقضية الفسطينية، فقال: إنه لم يعاين سوى عصيا خشبية لُوِح بها عندما نزل الجنود على السفينة.
وأضاف: "لم تكن العملية دفاعا عن النفس، أنا شخصيا رأيت عصيين اثنين ونصف استخدمت ليس أكثر ... لم يكن هناك أي شيء آخر في واقع الأمر. لم نر أبدا أي سكين."
وتابع: "هذا هجوم على مهمة إنسانية في مياه دولية... لقد كان قرصنة واضحة."
وقالت زميلته ومواطنته إينجه هوجر: إنهما كانا على متن السفينة لأهداف "سلمية".
وواصلت قائلة: "كنا نريد نقل مساعدات إلى غزة، ولا أحد كان يحمل سلاحا."
ويقول المواطن التركي بيرم كايلون الذي كان من بين ركاب سفينة الركاب "مافي مرمرة" حيث سقط كل إن لم يكن جل القتلى:" القبطان... قال لنا ’إنهم يُطلقون النار عشوائيا، إنهم يهشمون النوافذ ويقتحمون. لهذا عليكم أن تخرجوا من هناك في أسرع وقت ممكن. كانت هذه آخر محادثة معه."
وكان الاحتلال قد قتل ما يقرب من 20 شخصا بالإضافة إلى عشرات المصابين, عندما هاجم سفن المساعدات الإنسانية المتجهة لكسر الحصار على غزة فجر أول أمس الاثنين.