
قالت الشرطة التايلاندية إن قنبلتين انفجرتا في تتابع سريع في جنوب تايلاند المسلم اليوم الأربعاء مما أسفر عن سقوط قتيلين وإصابة العشرات بجروح.
وأضافت الشرطة أن القنبلة الأولى كانت مزروعة في دراجة نارية وانفجرت قرب معرض سيارات في يالا كبرى مدن الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه على بعد 1100 كيلومتر جنوبي العاصمة بانكوك، ومع وصول عمال الإنقاذ وفرق المفرقعات إلى المكان انفجرت القنبلة الثانية في شارع على بعد 30 مترا.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين في المنطقة الذين أسفرا عن مقتل شخصين وإصابة نحو 50 آخرين، لكن الشرطة اتهمت الجماعات الإسلامية المسلحة التي تقاتل من أجل استقلال الإقليم بالوقوف وراء التفجيرين، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال حاكم يالا كريسادا بونراش إن "السلطات المحلية كانت تلقت تحذيرات من وقوع هجوم لكن التحذير تناول الفترة ما بين 28 و 30 مايو". وأضاف "ينظم حاليا معرض إقليمي سيستمر حتى 5 يونيو والإجراءات الأمنية مشددة جدا في وسط المدينة، ولذلك قرر المتمردون شن هجوم في الضواحي".
ويطالب مسلمو تايلاند وهم يشكلون أزيد من 5% من إجمالي السكان البالغ نحو 64.6 مليون نسمة وهم من البوذيين، باستقلال المحافظات الجنوبية الخمس في الجنوب وهي: "يالا" و"فطاني" و"ناريثاوات" و"ساتون" و"سونغكلا".
وكانت لتلك الولايات سلطة إسلامية مستقلة إلى أن احتلتها بانكوك منذ قرن تقريبًا، ومن حينها يعاني المسلمون في تلك الولايات من الاضطهاد والتفرقة في مختلف مجالات الحياة، بحسب المؤسسات المعبرة عنهم.
وتعاني المنطقة من اضطرابات أسفرت عن مقتل أكثر من 3900 شخصا أغلبهم من المسلمين على مدار السنوات الخمس الماضية.
وتقاتل جماعات إسلامية في الجنوب من أجل الحصول على حكم ذاتي موسع والسماح لهم باستغلال ثروات تلك الأقاليم بما يخدم منطقتهم، كما تشهد الأقاليم الجنوبية عمليات وهجمات مستمرة ينفذها مسلحون مجهولون على المساجد وتجمعات المسلمين.
وكان من أسواء الفترات التي مرت بمسلمي تايلاند خلال حكم رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي عرف بالفساد المالي وأزيح عن الحكم عام 2008.
ويشن الجيش -بموجب مرسوم ملكي يمنحه سلطات واسعة في الجنوب- هجمات كثيرة على قرى المسلمين ويعتقل المئات منهم بزعم تقديم الدعم لجماعات التمرد. كما يرسل الجيش مئات المسلمين إلى معسكرات تدريب تتراوح مدتها بين ثلاثة وستة أشهر في المحافظات الأخرى البعيدة عن قراهم في الجنوب.