
أدانت حكومة إسماعيل هنية في قطاع غزة وفصائل ومراكز حقوقية فلسطينية إحراق أكبر مخيم صيفي تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) اليوم الأحد من قبل مجهولين في منطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة.
وأعلنت وزارة الداخلية في حكومة حماس على الفور عن فتحها تحقيقا في الحادث، منددة بشدة بهذا الاعتداء، ومؤكدة الرفض القاطع لأي حالة خرق للأمن وأنها ستلاحق الفاعلين.
كما اعتبرت الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين أن ما حدث "مساهمة مباشرة في زيادة معاناة الشعب الفلسطيني وبخاصة الأطفال منهم الذين يعانون جراء الحصار والاحتلال"، بحسب وكالة "معا" الفلسطينية.
وطالبت الحركتان حكومة حماس وأجهزتها الأمنية بتحمل مسؤولياتها في ملاحقة من يقف وراء هذه "الجريمة" ، كما حذرت حركة الجهاد الإسلامي من وقف وكالة الغوث لعملها وتأثيرات ذلك على حقوق اللاجئين الفلسطينين.
من جانبه أكد د. زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين على أن المخيمات الصيفية التي تقوم بها الأونروا "لا تخالف التقاليد ولا تمثل إخلال وفائدتها كبيرة خاصة بعد أن أخذت الأونروا بعين الاعتبار هذا العام عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة".
وطالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الحكومة بفتح تحقيق فوري وفعال في هذا الاعتداء وملاحقة مقترفيه، وجدد دعمه الكامل لبرامج أونروا، بما في ذلك المخيمات الصيفية التي تشكل حاجة وضرورة للأطفال من النواحي التربوية والنفسية والاجتماعية، خاصة في ظل "التجارب القاسية التي يمرون بها، بما في ذلك ما تعرضوا له من عنف غير مسبوق خلال العدوان على قطاع غزة".
وكان مسؤول وكالة الأونروا في قطاع غزة جون جينج قد أدان بشدة الحادث، ووصف في تصريحات للصحفيين عقب تفقده موقع المخيم المدمر بأنه "عنصري ومتطرف يستهدف سعادة الأطفال ورغبتهم في البهجة خلال الصيف".
وأكد أن الوكالة الدولية "لن تخضع لهذه الممارسات ولن تثنيها التهديدات للتوقف عن ممارسة مهامها والعمل من أجل سكان قطاع غزة وأطفاله".
وأوضح أن أكثر من 80% من أطفال القطاع يعانون من ضغوط نفسية حسب برنامج غزة للصحة النفسية، وأن هذه المخيمات وجدت لتحرير هؤلاء الأطفال من تلك الضغوط وإيجاد جو من السعادة المعدومة جراء الحصار والمأساة التي تعيشها غزة.
وكان مسلحون مجهولون أحرقوا في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد مخيما صيفيا تابعا لوكالة "أونروا" على شاطئ البحر في مدينة غزة بحسب ما أفاد متحدث باسم الوكالة الدولية.
وقال عدنان أبو حسنة ، للصحفيين في غزة ، إن نحو أربعين مسلحا ملثما اقتحموا منطقة أكبر مخيم صيفي تابع لـ "أونروا" في منطقة الشيخ عجلين غربي مدينة غزة وقاموا بإشعال النيران فيه بعد أن قيدوا الحارس.
وذكر أبو حسنة أن النيران أتت على خزانات المياه والمعرشات والألعاب ومعدات أخرى في المخيم كانت مخصصة للطلبة في مدينة غزة فور انتهاء الموسم الدراسي بعد أيام قليلة، ولم يوجه أبو حسنة الاتهام لأي جهة على الفور.
وترك المسلحون خلفهم منشورا مكتوبا يهددون فيه "أونروا" من الاستمرار في "الأنشطة اللامنهجية التي تضر بأخلاق الجيل".
ومن المقرر أن تفتح "أونروا" مخيماتها الصيفية لطلبة قطاع غزة في الثاني عشر من شهر يونيو القادم أي بعد أيام من انتهاء الموسم الدراسي.
وقبل ذلك بيومين أصدرت جماعة لم تكن معروفة من قبل تحمل اسم "أحرار الوطن" بيانا ينتقد وكالة الأونروا لتعليمها الفتيات "اللياقة البدنية والرقص والفسوق".