
واصل الغرب الضغط على إيران اليوم الإثنين مؤكدا أن "مشكلة" البرنامج النووي الإيراني لا تزال قائمة بالرغم من توقيع اتفاق حول تخصيب اليورانيوم بين إيران والبرازيل وتركيا.
ويأتي اعلان الاتفاق الثلاثي الذي ينص على تبادل اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب بيورانيوم مخصب بنسبة 20% لمفاعل أبحاث في طهران، في وقت يسعى فيه الغربيون في الأمم المتحدة لاستصدار قرار بفرض عقوبات مشددة على طهران.
وسبق أن فرضت عقوبات دولية على إيران لرفضها وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تشتبه القوى الغربية بأن يكون غطاء تسعى عبره طهران لاقتناء السلاح النووي.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه وزيرا الخارجية التركي والبرازيلي أنه لم تعد هناك ضرورة لتشديد العقوبات بعد توقيع هذا الاتفاق، فلم يبد الغربيون عزمهم تخفيف الضغط.
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة وحلفاءها ما زالت لديهم "مخاوف جدية" بشأن الملف النووي الإيراني، رغم اتفاق تبادل اليورانيوم الذي أبرمته إيران مع تركيا والبرازيل، إلا أنها لا ترفض الاتفاق كليا.
وقال روبرت جيبس المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما إن قيام إيران بنقل اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى خارج أراضيها سيكون "خطوة إيجابية"، إلا أنه أشار إلى أن إيران أعلنت أنها ستواصل تخصيب اليورانيوم.
وأضاف جيبس "أخذنا علما بالجهود التي بذلتها تركيا والبرازيل"، إلا أنه أشار إلى أن الاتفاق الذي أعلن عنه في طهران يجب "أن يعرض على الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أن يتمكن المجتمع الدولي من تقييمه".
وتابع جيبس "إضافة إلى ذلك، فإن البيان المشترك الصادر في طهران ملتبس في ما يتصل بنية إيران لقاء مجموعة الدول الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) لتبديد قلق المجتمع الدولي حول برنامجها النووي". وقال أيضا إن على إيران أن "تثبت عبر أفعال، وليس فقط عبر أقوال، نيتها الوفاء بالتزاماتها الدولية وتحمل نتائجها، ومنها (فرض) عقوبات".
ولخص المتحدث باسم باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الموقف بقوله "علينا ألا نخدع أنفسنا لأن حل مشكلة (مفاعل الأبحاث المدنية الإيراني) في حال تم لن يحل ملف برنامج إيران النووي".
وشدد فاليرو على أن "لب المشكلة النووية الإيرانية هو استمرار أنشطة التخصيب في نطنز وبناء مفاعل المياه الثقيلة في آراك واخفاء موقع قم وبقاء أسئلة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دون أجوبة إلى الآن".
وفي برلين شدد مساعد المتحدث باسم الحكومة الألمانية كريستوف ستيغمانس على أن المهم هو "أن تتوصل إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتفاق"، مضيفا "هذا لا يمكن أن يستبدل باتفاق مع دول أخرى".
وفي لندن صرح وكيل وزارة الخارجية البريطاني اليستر بيرت أن إيران لا تزال تشكل "مصدر قلق كبير"، خصوصا بسبب عدم "تعاونها بشكل تام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية" لكنه أكد في الوقت نفسه وجوب "مواصلة" العمل في الأمم المتحدة لفرض عقوبات.
وأبدت مصادر غربية قريبة من الوكالة الأممية للمراقبة النووية تحفظها أيضا، علما بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اقترحت بنفسها على إيران برنامجا لتبادل اليورانيوم لكن طهران رفضته في آخر المطاف.