أنت هنا

19 جمادى الأول 1431
المسلم- وكالات

أيدت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اليوم الأحد استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين و"إسرائيل" في ضوء "تعهدات أمريكية جديدة" ، على أن تبقى مهلة التفاوض أربعة شهور، وهو الأمر الذي رفضته فصائل المقاومة الفلسطينية مجددا، وعلى رأسها حركة حماس، معتبرة "الضمانات الأمريكية وهم وخدعة".

وجاء في بيان صادر عن هذه اللجنة في ختام اجتماعها بالقاهرة أنه "في ضوء التعهدات الأمريكية الجديدة وما جاء في الرسائل التي وجهها رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما إلى الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس، ورغم عدم الاقتناع بجدية الجانب الإسرائيلي بتحقيق السلام، تؤكد اللجنة على ما تم الاتفاق عليه في الثالث من مارس 2010 بشأن المهلة الزمنية للمباحثات غير المباشرة".

وكانت لجنة المتابعة العربية وافقت في اجتماعها المنعقد في الثالث من مارس الماضي في القاهرة على إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين و"إسرائيل" لمدة أربعة أشهر.

واشترطت اللجنة العربية التي ترأسها رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير خارجيتها، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في بيانها اليوم "ألا تنتقل المباحثات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة انتقالا تلقائيا".

كما شددت على أنه "في حال واصلت "إسرائيل" سياستها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، واستمر القمع "الإسرائيلي"، ما يعني فشل المفاوضات، فإن الدول العربية ستدعو لعقد مجلس الأمن الدولي للبت في القضية الفلسطينية، مع مطالبة الولايات المتحدة بعدم استخدام حق النقض الـ "فيتو" ضد أي مشروع قرار في المجلس يهدف لإدانة "إسرائيل"، بناءاً على تعهد أمريكي بذلك".

وجاء في البيان أن الدول العربية تتمسك بضرورة انسحاب "إسرائيل" الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة في عام 1967، الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية والجولان السوري وأجزاء لا تزال "إسرائيل" تسيطر عليها في الجنوب اللبناني، وكذلك بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية المطروحة وقرارات الأمم المتحدة، وذلك لتحقيق السلام مع "إسرائيل".

من جانبه تطرق الشيخ حمد بن جاسم إلى مدة المفاوضات المحصورة بـ 4 أشهر بالإعراب عن تمسك العرب بما صدر في اجتماع لجنة المبادرة العربية في 2 مارس الماضي وأضاف: "لقد مر شهران وبقي شهران آخران، وسيجري تقييم الأمر انطلاقاً من عملية سير العملية السياسية".

وأوضح قائلا "هذه الفرصة تمنح عملياً للوسيط الأمريكي كي يقوم بدوره "، مشددا على أنه لم يتم تمديد مهلة المفاوضات غير المباشرة، مشيراً إلى أن المدة النهائية لحل القضية الفلسطينية لا يجب أن يزيد عن عامين.

ومن جانبها أعلنت حركة حماس رفضها لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" ، وقال فوزى برهوم المتحدث باسم الحرحة: "نرفض كل أشكال التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلى"، وأضاف إن "الضمانات الأمريكية وهم وخدعة جديدة".

كما اعتبر مصدر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي "إن العرب قد جردوا من القدرة على اتخاذ موقف بشأن القضية الفلسطينية". وأضاف إن "قرار استئناف المفاوضات قد اتخذ في البيت الأبيض"، مضيفاً بأن "الاجتماع الوزاري العربي يفتقد لأي قيمة من الناحية العملية، وأنه مجرد غطاء سياسي".

وبدورها، أدانت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان لهما قرار لجنة المتابعة العربية، وقالت الجبهة الشعبية إن هذا القرار يأتي بعد كل الصفعات المهينة التي وجهتها حكومة بنيامين نتنياهو للسلطة الفلسطينية والنظام الرسمي العربي، وهذه الحكومة ستوجه المزيد من الصفعات من خلال استمرار وتصعيد سياسة الاستيطان والتهويد.

وأوضحت الجبهة الديمقراطية أن المفاوضات غير المباشرة ستكون "عبثية" ما لم يكن هناك وقف كامل للاستيطان في القدس وكافة أنحاء الضفة الغربية.