
اعترف الجُنديان الأمريكيان إيثان ماكورد وجون ستيبر بقيام الجنود الأمريكيين بقتل المدنيين العراقيين بدم بارد وبشكل عشوائي, مؤكدين بذلك ما جاء بشريط فيلم "ويكيليكس" الذي نفت صحته واشنطن.
وبعث الجنديان برسالة اعتذار إلى الشعب العراقي قالا فيها : "إلى كل العراقيين الذين لقى ذويهم حتفهم أو أصيبوا كضحايا على يد الجنود الأمريكيين ونخص بالذكر الذين تعرضوا لإطلاق النار في يوليو 2007 ببغداد كما ظهر في فيلم ويكيليكس نتقدم لكم بخالص الاعتذار والندم مع إدراكنا بأن كلماتنا وأفعالنا لن تعيد من فقدتموهم".
وأضافا الجنديان: "نحن ايثان ماكورد وجون ستيبر من الجنود الذين احتلوا الحي الذي وقع فيه إطلاق النار في بلادكم ونحن نعلم أنه لا سبيل لإعادة مَن قتلوا على أيدينا وما نهدف إليه هو التعلم من أخطاءنا وفعل أي شيء لإبلاغ الآخرين بهذه التجربة المريرة وخاصةً أن الشعب الأمريكي في حاجة إلى معرفة ما حدث في هذه الحادثة وما يقوم به الجيش الأمريكي العراق".
وتابعا : "والآن فإننا نسألكم عن السبيل الذي يمكننا أن نُكفر به عن جريمتنا وإصلاح الأضرار التي لحقت بكم جراء فعلنا".
وزادا الجنديان : "نؤكد لكم بأننا كنا نَروي ماحدث لكل من يستمع إلينا من الشعب الأمريكي لإطلاعهم على أن ما جاء بشريط فيديو وكيليكس هو الحقيقة وبداية الكشف عن حجم المعاناة التي تسببنا لكم فيها باحتلالنا لأراضيكم".
وأكدا الجنديان أنهما تحدثا إلى الكثير من الجنود الآخرين الذين خدموا في العراق, موضحين أن ما عرض بشريط وكيليكس من قتل للمدنيين العراقيين هو أمر يحدث يوميا في العراق حيث أن هذه هي طبيعة الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة.
وشددا على أنهما يعترفان بمسؤوليتهما والآخرين عن الضحايا الذين قتلوا بدم بارد باسم "الرب والوطن", مشيرين إلى أن التعليمات التي كانت لديهم هي إطلاق النار عند الاشتباه على أي هدف. وأعلنا أنهما تعرضا للتوبيخ من جانب قادتهم عندما قاما بنقل طفلين كانا ضمن المصابين إلى أحد المصحات لإسعافهما وانقاذهما من الموت, لافتين إلى أنهما طلبا من القادة إدخالهما إلى مصحة نفسية لعلاجهما إلا أن القادة رفضوا.
وكذّبا الجنديان تصريحات وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الذي أكد على أن سمعة الولايات المتحدة لن تتأثر جراء عرض هذا الشريط, مشيرين إلى أن هذا الرأي لا يعبر عن جميع الأمريكيين وأن سمعة الولايات المتحدة تتلاشي وتسوء وتزداد سوادا أمام إنسانية البشر.