
قالت مصادر في الاستخبارات الصهيونية إن تركيا لم تعد حليفا استراتيجيا للكيان الصهيوني، بسبب نمو المشاعر المعادية لـ"إسرائيل" لدى الأتراك إلى جانب انفتاح تركيا على دولة معادية للكيان. يأتي ذلك فيما يسعى نواب بالكنيسيت "الإسرائيلي" إلى تمرير مذكرة تعترف بـ"إبادة" الأرمن إبان الحكم العثماني.
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في عددها الصادر يوم الأربعاء عن مصادر استخباراتية "إسرائيلية" قولها إن هناك تخوف كبير مما آلت إليه العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني؛ حيث أعلنت أنها تعيد تقييم هذه العلاقة التي يشوبها الكثير من التوتر.
وأضافت المصادر أنه لم يعد ينظر إلى تركيا اليوم على أنها "حليف إستراتيجي"، وأن الكيان ينظر بقلقٍ إلى نمو المشاعر المعادية له في تركيا والانفتاح الذي تبديه تركيا على دول معادية له.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر في الصناعات العسكرية الصهيونية إن الأمور على أرض الواقع تشير إلى تراجعٍ ملحوظٍ في الاتصالات بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بصفقات سلاح جديدة أو تبادل الزيارات.
وأضافت أن هناك تقديرات بوجود توافق بين الجناحين السياسي والعسكري في تركيا تجاه التعامل مع الكيان الصهيوني؛ ما انعكس سلبًا على مستوى التعاون في الفترة الأخيرة.
يأتي ذلك فيما يسعى نواب بالكيان الصهيوني إلى تمرير مذكرة في الكنيست تعترف بمزاعم "إبادة" الأرمن إبان حكم الخلافة العثمانية.
وقال حاييم أورون رئيس حزب ميريتس "الإسرائيلي" (يسار علماني) في تصريحات لإذاعة الجيش "الإسرائيلي" يوم الأربعاء: "بمعزل عن علاقاتنا مع تركيا، أعتقد أنه من المهم للأرمن أن يتم الاعتراف بإبادتهم من قبل الأتراك". وأضاف: "عندما نساعد تركيا على إنكار هذه الإبادة، نسيء أيضا إلى ذكرى المحرقة وهذا أمر غير مقبول"، على حد زعمه.
وينوي أورون ممارسة ضغوط على لجنة التربية البرلمانية لحملها على المطالبة بإجراء مناقشة عامة في الكنيست تنتهي بتصويت على قرار يزعم قيام الأتراك بارتكاب "مجازر" "إبادة" ضد الأرمن بين 1915 و1918.
وترفض السلطات التركية هذه المزاعم رفضا قاطعا، رغم أن عشرون بلدا حتى الآن يعتبرون تلك الأحداث "إبادة".
وكان الكنيسيت رفض في مارس 2007 مذكرة تعترف ضمنا بمزاعم "الإبادة". وكانت تركيا التي يحكمها دستور وقوانين علمانية، أبرز حلفاء "إسرائيل" في المنطقة فترة طويلة بعد توقيع اتفاق تعاون عسكري في 1996 من قبل حكومتها العلمانية آنذاك. وأثار هذا التوقيع استياء الدول الإسلامية بشكل عام، لكن العلاقات التركية مع "إسرائيل" تراجعت بعد فوز حكومة حزب العدالة والتنمية ذات الخلفية الإسلامية بالانتخابات وتشكيلها الحكومة. وتدهورت العلاقات بشكل ملحوظ بعد الحرب "الإسرائيلية" الدامية على غزة أواخر 2008 وبداية 2009.
ويقول مؤرخون إن الأرمن الذين كانوا يعيشون كأقلية في الدولة العثمانية كانوا يشكلون خطرا على أمن البلاد بسبب تحالفهم مع أعدائها المتربصين بها على الحدود، وهو ما دفع الدولة العثمانية إلى فرض قيود عليهم، ومحاربتهم في بعض الأحيان.