
أصدرت المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) بيانا في الذكرى الخامسة والثمانين لاحتلال الأحواز العربية من جانب إيران، نددت فيه بممارسات الاحتلال وأشادت بكفاح الشعب الأحوازي وطالبت العرب بمناصرة قضية أشقائهم في الأحواز. وحدد البيان عدة واجبات لمناصرة القضية.
وقالت الحركة في بيانها الذي نشر أمس على موقعها الإلكتروني، إن الذاكرة الأحوازية تتجد من أجل الاِستقلال والسيادة ونيل الحرية والحقوق الوطنية، ومن أجل الحفاظ على طابع الأرض القومي العربي، وحمايتها من غدر الفرس المستوطنين المحتلين المجرمين.
كما نددت بممارسات سلطة الإحتلال الفارسي الشوفيني التي ينتهج "سياسة المخادعة والكذب، واللعب على حبال الوقت الزائف وتسييح الألوان عبر منظومة دعائية طائفية مقيتة بهدف اِستزراع الفتن ونشر عقلية التفتيت والمتاجرة بالمفاهيم العربية الإسلامية".
وأكد البيان أن هذه المخططات لن تخفي الغطرسة العنصرية والأطماع التوسعية، كما لن تفلح محاولة التأثير على ديموغرافية الأحواز من خلال تغطية الأرض الأحوازية بالمستوطنين الفرس المجلوبين من إيران، ولن تجدي في تغيير طبيعة الأرض حتى من خلال حرف مجرى أنهار الأحواز ونقل مياهها الطبيعية باِتجاه أصفهان ورفسنجان وغيرها من المدن الإيرانية.
وحدد البيان واجبات وطنية لأنصار المقاومة الأحوازية أجملها في ستة نقاط تتضمن تعرية سلطات الاِحتلال الفارسي، وتكاتف أبناء الأحواز في الداخل والخارج بإقتراح أساليب كفاحية ملموسة، إحياء ذكرى الاحتلال وانطلاق المقاومة، والاحتفالات ينبغي أن تكون مقرونة بالعمل الفاعل، والكفاح الوطني الشامل ضد كل عناوين الاِحتلال الفارسي، إلى جانب الإرادة الوطنية السياسية الواعية والفاعلة لقوى شعبنا الأحوازي.
وفيما يلي نص البيان:
بيان سياسي لفصائل المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز "حزم"
بمرور الذكرى الخامسة والثمانين لاِحتلال الدولة الفارسية (إيران) للوطن الأحوازي
والذكرى الخامسة لاِنتفاضة شعبنا الباسل
"الوحدة الوطنية الأحوازية الفاعلة المحرك الأساسي لتحرك شعبنا نحو الاِستقلال والسيادة والتقدم"
يا جماهير شعبنا الأحوازي الباسل . . .
يا أبناء الوطن الأحوازي المحتل في كل مكان . . .
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة . . .
خلال الشهر الجاري من العام 2010 : شهر نيسان/ابريل سيصادف مرور مناسبتين هامتين وحيويتين تتعلقان بحياة شعبنا الباسل والصامد والمكافح من أجل حق لا يموت ولا يندرس مهما توالت السنوات، وثقلت أعباء الاِحتلال البغيض البائس، ومهما تفنن الأعداء في فرض قوانينهم الغاشمة وإجراءاتهم التعسفية الجائرة بحق الإنسان الأحوازي والأرض الأحوازية، إذ أنَّ ذاكرة شعبنا التاريخية المتقدة على الدوام، تتجدد مضيئة شعلتها الأبدية في كل عام جديد، وتتفولذ إرادة أبنائه الوطنية في أتون الكفاح الوطني واليومي من أجل الاِستقلال والسيادة ونيل الحرية والحقوق الوطنية ومن أجل الحفاظ على طابع الأرض القومي العربي، وحمايتها من غدر الفرس المستوطنين المحتلين المجرمين .
لقد ظنَّ الحكام الفرس المحتلون: السابقون أو الحاليون أنَّ اِتفاقهم مع المستعمرين البريطانيين واِستيلائهم العسكري على وطننا والتصفية الجسدية للرمز المعنوي لشعبنا الشهيد: الأمير خزعل الكعبي، داخل السجون الفارسية الرهيبة قد أنهى قضية شعبنا وفرضوا تناسيها على أبناء شعبنا البواسل، ولكن لم يدركوا أنَّ شعباً قد عرّكته المحن الصعبة وصلبّت إرادته العذاباتُ المستمرة وقوَّت قناعاته عملياتُ الاِضطهاد المتواصلة وعمقـَّت مجرى حياته وعزمه ومَضائه الكفاحي دماءُ الشهداء الزكية منذ أول اِنتفاضة شعبية في شهر يوليو من العام 1925م، ولما يمضِ على سنوات الاِحتلال الفارسي البغيض سوى ثلاثة شهور فقط، وما يزال يواصل عطائه النضالي الفذ في دروب التضحيات الجمّة من أجل الأحواز العربية. . . كل الأحواز من مضيق باب السلام (مضيق هرمز) وحتى (جبال زاكروس) ـ تعمّدها الأرواح المقتحمة غير الهيابة، والمهج الرخيصة من أجل الحفاظ على طابع الأرض القومي، والدماء الزكية المباركة لإخوة القادة الثلاثة وأبنائهم وبناتهم الشهداء القادة: محيي الدين آل ناصر وعيسى المذخور ودهراب شميل الناصر دفاعاً عن قيم الشعب العربي الأحوازي والوعي الفكري والسياسي النفّاذين نحو تخوم المستقبل الوطني الأحوازي بأهمية التواصل مع الأجيال المقاومة السابقة المكافحة التي ضحّت وقدّمت وبنت بدافع الإيمان اللا محدود بمستقبل الوطن الأحوازي الحر والمستقل والمتمتّع بكامل السيادة.
لقد مارست سلطة الإحتلال الفارسي الشوفيني كامل سياسة المخادعة والكذب، واللعب على حبال الوقت الزائف والتلاعب بجمل خلط الأوراق ، وتسييح الألوان عبر منظومة دعائية طائفية مقيتة بهدف اِستزراع الفتن ونشر عقلية التفتيت والمتاجرة بالمفاهيم العربية الإسلامية ، ولكن كل هذه الحجج لم تكفِ لتمويه الغطرسة العنصرية ، وتخفِ الأطماع التوسعية ، ومحاولة تغطية الأرض الأحوازية بالمستوطنين الفرس المجلوبين من خارج أرضنا الأحوازية للمنطقة من أجل تحويل الأرض العربية إلى أرض فارسية ، وتحريف الأنهار ونقل المياه الطبيعية باِتجاه أصفهان ورفسنجان وغيرها من المدن الإيرانية، ومصادرة الأراضي العربية تحت ذرائع سياسية وإقتصادية واهية من قبيل إقامة مستوطنات بشرية فارسية وزرع المناطق الحدودية بقواعد عسكرية وبناء الجدران العازلة وتهجير الفلاحين العرب وخلق صعوبات جمّة أمام حياتهم المعيشية اليومية ، وغير ذلك من خطوات عنصرية لا يخفى هدفها على أي مراقب لبيب وحصيف وصاحب ضمير إنساني يقظ ومتسلح بموقف سياسي مبدئي ونزيه . أما المواقف السياسية للمرتزقة وأصحاب المواقف السياسية الاِنتهازية والطائفية أو المخدوعون بالألفاظ الجوفاء والجمل السياسية الرنانة ، فنأمل أنْ تعلـّمِهم في الأيام القادمة الحقائق السياسية ويفكرون بعقولهم السياسية ولا تخدعهم النظرات الساذجة المنطلقة من عيونهم المجردة المقطوعة الصلة عن مفاهيم الزمان العربي والمكان الإقليمي .
يا جماهير شعبنا الأحوازي الباسل . . .
يا أبناء الوطن الأحوازي المحتل في كل مكان . . .
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة . . .
لقد فاجأت الاِنتفاضة الوطنية التي اِتسع فعلها في كل الأحواز والشاملة لكل العمل الكفاحي عند كل فئات الشعب الوطنية، والتي قدّم فيها شعبنا على دربها المضيء التضحيات الخالدة . . . لقد فاجأت هذه الاِنتفاضة الباسلة التي اِنبلج فجرها في الخامس عشر من نيسان في العام 2005 السلطة الفارسية الصفوية الغاشمة، ولتقل له بالفم المليان: إنَّ شعبنا ما يزال صامداً في أرضه محباً لوطنه ومستعداً لفداء حبات ترابه بحدقات العيون، وأنَّ الأجيال التي لم ترَ أيام الاِحتلال الأول الجائرة، ولكنها وبالتأكيد تتلمس نتائج فعله القبيح في كل يوم وخلال كل ساعة وكل لحظة، وهو الأمر الذي حفـَّز فعلها الباسل والجريء بالخروج إلى الشوارع وإعلان مواقفها السياسية الحازمة الرافضة ضد التسلط والاِستغلال والإذلال والجرائم البغيضة والمتنوعة التي يرتكبها عتاة الفرس المجرمين ممن ينتمون لأجهزة أمنية قمعية وشرطة سرية وعلنية ومنظمات ميليشياوية مجرمة، مثلما فاجأت كل المحيط العربي والعالمي بحركة شعبنا التحررية والتي دفعها لإعلان تضامنها الفعـّال مع أبناء شعبنا، رغم قصور هذا التفاعل والتضامن على المستوى السياسي الداعم لحركة شعبنا الأحوازي البطل الذي يواجه سياسة الفرس العنصريين بلحوم وإرادة أبنائه البواسل.
وبهاتين المناسبتين: الغزو والاِحتلال، والرد على صنـّاع الجريمة الفرس العنصريين نأمل من الجماهير الأحوازية وعلى وجهٍ أخص من أعضاء وأنصار وجماهير فصائل المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) القيام بواجبهم الوطني والقومي ونوردها في النقاط التالية :
1) لتعرية سلطات الاِحتلال الفارسي الإيراني في كل مكان .
2) الحضور المادي والمكثف لأبناء شعبنا في الداخل والخارج، ومن خلال إقتراح أساليب كفاحية ملموسة سيشكل النقيض الأكيد لسلطة المحتلين الفرس ويجعل كافة مخططاتهم السياسية مكشوفة ومفضوحة .
3) إنَّ التعبير السياسي الحازم والواضح الذي يستهدف تعظيم هاتين الذكرتين التي كان شعبنا الأحوازي الصابر الصامد والبطل ضحيتهما وبطلهما في الآن نفسه، سيؤكد العزم والإصرار على رفض كل المخططات السياسية والعنصرية للفرس ونظامهم الإحتلالي البغيض ضد شعبنا الأحوازي وضد أمتنا العربية المناضلة .
4) وينبغي أنْ تكون الاِحتفالات المبينة والجليّة في غايتها والشامخة في مقصدها والمضيئة الساطعة في وضوحها . . . ينبغي أنْ تكون مقرونة بالعمل الفاعل على صعيد تنوع الأساليب الكفاحية والأشكال النضالية التي يتقدمها إظهار عمليات التنديد الواسعة بالمحتلين والإدانة الصارخة لكل رؤاهم السياسية ومخططاتهم العنصرية الاِستيطانية والشجب الحازم والاستنكار الشامل لكل عمليات الاِضطهاد الفارسي الإجرامي.
5) والرفض الحازم والكفاح الوطني الشامل ضد كل عناوين الاِحتلال الفارسي (الإيراني) البغيض .
6) وأنَّ كل تلك الفعاليات النضالية النبيلة ستجسد ـ ولا شك ـ الإرادة الوطنية السياسية الواعية والفاعلة لقوى شعبنا الأحوازي البطل .
إن المغزى الأساسي لحضور شعبنا على الساحة العربية والدولية، من خلال شعارات وطنية جذرية ولا تتعاط َ مع القضية الوطنية الأحوازية بمنطق عقلية التوسل السياسي والتفاهم مع المحتلين الذين يواصلون سياسة القضم الاِستيطاني للأرض الأحوازية، لهو مهم جداً في هذه المرحلة التي يشتد فيها حبل الخناق على الرؤية الفارسية ويجري خلالها محاصرة الدور السياسي الفارسي (الإيراني) القذر على الصعيد العربي والإقليمي، فتعدد أساليب الكفاح الدولية وزيادة الضغوط السياسية من قبل البرلمانات الأوربية والدور السياسي للمنظمات السياسية العربية، ودور منظمتكم الفاعلة المنظمة الوطنية التحرير الأحواز (حزم) هي عناوين لدفاع سياسي متعدد الأشكال، وبراهين ملموسة على نضوج حتمي للظروف الدولية الفاعلة لصالح قضية شعبنا العادلة، فلنكن في مستوى هذه التطورات الوطنية الأحوازية والعربية والدولية، ولنعمل من أجل الاِرتقاء بفعلنا السياسي الباسل والهادف إلى تحقيق الاِستقلال والسيادة ونيل الحقوق كافة.
هنا لابدّ لنا من أن نتوقف عند محطة تاريخية مهمة من محطات نضال شعبنا العربي الأحوازي ألا وهي إنبثاق الجبهة العربية لتحرير الأحواز، أم الشهداء والمناضلين الأبطال، والتي يصادف ذكرى تأسيسها في العشرين من نيسان لنبارك للشعب العربي الأحوازي هذه الذكرى العطرة وهذا الإنجاز الذي أعطى ما فيه الكفاية من اثمر ومازال على هذا الطريق.
إننا اذ نحيي هذا التنظيم العريق العتيد لابد لنا من أن نذكر ونتذكر المواقف البطولية لجيش تحرير الأحواز سيف الأحواز البتار بيد الجبهة العربية لتحرير الأحواز الذي ترك ما ترك في الذاكرة من إنجازات في ميادين الدفاع عن النفس لا تعد ولا تحصى، وسيبقى هذا الجيش برجالاته المتواجدين دائما في ميدان الكفاح من أجل تحرير الأحواز في حدقات عيون شعبنا الأحوازي البطل.
عاش كفاح شعبنا العربي الأحوازي البطل . . .
عاشت أمتنا العربية . . .
نعم للتمسك بثوابتنا الوطنية . . .
التقدم المضطرد للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) البطلة . . .
وإنه لكفاح حتى التحرير
المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)