أنت هنا

11 جمادى الأول 1431
المسلم- متابعات

لليوم الثالث على التوالي، يجري الحرس الثوري الإيراني مناورات عسكرية بحرية وجوية وبرية في الخليج العربي ومضيق هرمز. وتضمنت مناورات اليومين الثاني والثالث تدريبات لاختبار أنظمة جديدة في مجال الحرب الإلكترونية لمراقبة وكشف أي تحركات عسكرية بالمنطقة.

وقالت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية إن الوحدات المشاركة في الحرب الإلكترونية استعرضت كيفية التصدي للعدو الوهمي والحيلولة دون إخلاله بالمنظومة الرادارية في المنطقة.

وبدأت المناورات يوم الخميس الماضي وسط قلق المراقبين من أن تحمل رسائل تهديدات للمنطقة العربية المجاورة لإيران، خاصة مع تهديدات إيران السابقة بالسيطرة على مضيق هرمز وإغلاقه في حال تعرضت لهجوم خارجي.

ويمثل مضيق هرمز أهمية كبرى معبرا بحريا إستراتيجيا للدول العربية خاصة الخليجية حيث يمر عبره نحو 40% من النفط العالمي. وتعتمد الدول الخليجية في ميزانياتها على استيراد النفط.

وفي مناورات يوم أمس، قامت طائرات دون طيار تابعة لسلاح الجو في قوات الحرس الثوري باعتراض تحرك وهمي للعدو في مضيق هرمز.

وطبقا لوكالة أنباء فارس فإن الطائرات المذكورة والمزودة بأنظمة حديثة ومتطورة أرسلت معلوماتها والصور التي التقطتها بسرعة كبيرة للغاية إلى مركز قيادة العمليات في المنطقة.

ومناورات أمس أيضا عمليات زرع ألغام قام الغواصون بالنزول إلى أعماق الخليج ومضيق هرمز لإنجازها بشكل واسع.

وعلى صعيد المناورات بالأسلحة البحرية، قام الحرس الثوري اليوم الأول للمناورات التي سميت بمناورات "الرسول الأعظم"، بتشغيل نحو ثلاثمائة زورق من نوع "يا مهدي" تعمل لأول مرة، وهي الزوارق التي وصفها الإعلام الإيراني بأنها "فائقة السرعة ويمكنها تفادي أجهزة الرادار وقادرة على تعقب واستهداف سفن العدو بطريقة ذكية وتدميرها".

لكن وسائل إعلام معارضة للنظام الإيراني قالت إن الحملة الإعلامية التي روجت فيها إيران لزوارق "يا مهدي" بدت مضحكة وطريفة، مشيرة أنها "تؤكد على أن عقلية الهلوسة والخرافة هي التي تسير صانع القرار الإيراني".

وذكر موقع "سني نيوز" أن هذا الزورق الخرافي الذي صوره الإعلام الإيراني بصورة (الزورق الشبح) أي الذي لا يمكن إلتقاط حركته على شبكات الرادار مهما كانت متطورة، لن يستفيد منه سوى "أهل تهريب المخدرات والبشر بين ضفتي الخليج العربي الذين سيتسابقون من أجل الحصول على هذا الزورق، وهو أمر سينسحب أيضا على عصابات تهريب البشر في مياه البحر المتوسط أي لقوافل الهاربين من دول شمال إفريقيا نحو الشمال الأوروبي، و بذلك سيقدم الإيرانيون خدمة كبرى لعصابات التهريب".

يذكر أن وفدا قطريا قام بمراقبة المناورات بدعوة من طهران. وقال رئيس الوفد القطري عبد الرحيم الجناحي للصحفيين الإيرانيين المتواجدين في منطقة المناورات إن الوفد القطري جاء بناء على دعوة إيرانية بصفة مراقبين، مشيرا إلى أن الهدف تقوية العلاقة بين البلدين وتبادل الخبرات بين إيران وقطر.

ويرى البعض في هذه الدعوة محاولة لتبديد مخاوف الدول المجاورة من هذه التدريبات.

وتجري إيران بانتظام مناورات عسكرية مشابهة لاختبار قدراتها الدفاعية، لكن هذه أول مناورات ضخمة تقوم بها إيران في الخليج العربي.