
جرت الأربعاء في العاصمة البريطانية لندن محاكمة جندي بريطاني رفض المشاركة في جيش بلاده المحتل لأفغانستان. وجرت جلسة استماع خاصة بطلب استئناف ضد عقوبة السجن 9 أشهر التي أصدرتها بحقه محكمة عسكرية بتهمة الفرار من الخدمة العسكرية.
ومثل العريف بالجيش البريطاني جو غلينتون أمام محكمة العدل الملكية بلندن، فيما احتشد العشرات من مناهضي الحرب على أفغانستان أمام مقر المحكمة للتضامن مع الجندي.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإطلاق سراح غلينتون دون قيد أو شرط. وكان غلينتون (27 عاما) قاد مظاهرة ضخمة بوسط لندن العام الماضي، ليصبح أول جندي بريطاني يشارك في مظاهرة ضد الحرب علنا.
ويقول المحتجون إن غلينتون يتلقى معاملة قاسية على أيدي سلطات السجن العسكري حيث يُجبر على النوم تحت غطاء قذر، كما حُرم من تلقي علاج "اضطراب ما بعد الصدمة" على الرغم من أن القاضي أكد للمحكمة أنه سيتلقى العلاج في السجن.
وأوضحوا أنه تعرض لممارسات قمعية من قبل سلطات السجن التي أجبرته على ارتداء أحذية رغم أنه يعاني من إصابة في القدم بينما لم يتلق العلاج الطبي اللازم.
ودعا تحالف "أوقفوا الحرب" إلى إطلاق سراح غلينتون فورا وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه.
وسبق أن قضى غلينتون سبعة أشهر في أفغانستان مع كتيبة الإمدادات الملكية عام 2006، لكنة رفض العودة إليها مجددا، مبررا قراره بأن هذه الحرب غير مبررة وغير شرعية.
وكان من المقرر أن يعود غلينتون إلى أفغانستان للقيام بمهمة ثانية، لكنه فر لأكثر من عامين قبل أن يسلم نفسه للسلطات العسكرية في يونيو الماضي.
ولم يكن غلينتون من دعاة السلام أو ناشطا سياسيا، وانضم إلى الجيش عام 2004 وهو في سن الـ22 عاما وقال إنه يتطلع للذهاب إلى أفغانستان ومساعدة السكان المحليين، لكنه اكتشف بعد سبعة أشهر هناك أن النزاع في أفغانستان كان خطأ.
وتحوم شكوك بأن غلينتون لم يعمل بجد في أفغانستان، لكن المحكمة استمعت لشهادات ضباط أشادوا بطموحة وذكائه وروحه القيادية العالية.
كما أدلى استشاري الطب النفسي لارس دافيسون بشهادة جاء فيها أنه بعد معاينة وتشخيص حالة غلينتون تبين أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة على الرغم من أنه لم يخدم في الخطوط الأمامية وأن عمله اقتصر على إعداد نعوش الجنود القتلى، وهذا قد ولد له "الشعور بالذنب والعجز".
وكان استطلاع للرأي أجري في بريطانيا من جهة دائرة الرقابة الداخلية، قد أظهر أن نحو 77% من البريطانيين يؤيدون سحب قوات بلادهم من أفغانستان، في حين عبر أكثر من 50% من الذين شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن زيادة خطر الإرهاب على المملكة المتحدة مرتبطة بوجود القوات البريطانية في أفغانستان.