
أعلن مصدر في الشرطة العراقية مقتل زوجة رئيس مجلس إسناد لإحدى مناطق مدينة البصرة وإصابة نجله بجروح في انفجار عبوة ناسفة أمام منزله. يأتي ذلك فيما أكد الشيخ حارث الضاري رئيس "هيئة علماء المسلمين بالعراق" إن المقاومة العراقية لا صلة لها بالتفجيرات التي تستهدف مدنيين.
وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة مدينة البصرة (550 كلم جنوب بغداد) مفضلا عدم كشف اسمه، إن "عبوة ناسفة انفجرت بعد منتصف ليلة أمس (الجمعة) أمام منزل حاتم الزيداوي رئيس مجلس غسناد منطقة القبلة (غرب)، ما أدى إلى مقتل زوجته وإصابة نجله (17 عاما) بجروح". وأضاف أن "الاعتداء يعد الأول من نوعه ضد قادة الإسناد في البصرة".
والزيداوي من أحد شيوخ القبائل الشيعية البارزين في البصرة ويتولى مسؤولية مجلس إسناد منطقة القبلة، منذ أكثر من عامين. وينتشر في البصرة عشرون مجلسا للإسناد تتولى دعم الأمن والمساعدة في معالجة النزاعات العشائرية، وفقا للمصدر. وشرعت الحكومة العراقية منتصف عام 2008، بتشكيل مجالس إسناد من العشائر في المحافظات الجنوبية.
يشار إلى أن مجالس الإسناد في المناطق الشيعية شكلت لمواجهة جماعات المقاومة العراقية في خطوة مشابهة لمجالس الصحوة التي شكلتها قوات الاحتلال من العشائر السنية لمواجهة القاعدة والجماعات المتطرفة في مناطق العرب السنة التي تستهدف المدنيين.
ويشكو سنة العراق من الاضطهاد الذي يتعرضون له على يد المليشيات الشيعية المدعومة من الحكومة.
ووكان الشيخ الدكتور حارث الضاري الأمين العام لـ"هيئة علماء المسلمين بالعراق" قد نأى بالمقاومة عن الهجمات والتفجيرات التي تستهدف العراقيين، مؤكدًا أنه لا صلة لها بهذا النوع من العمليات التي تستهدف المدنيين والمنشآت العامة والخاصة.
ووجه الشيخ الضاري أصابع الاتهام إلى قوات الاحتلال الأمريكية ومخابراتها والشركات الأمنية العاملة معها والمخابرات الصهيونية والإيرانية، والميليشيات المسلحة التابعة للأحزاب المهيمنة على السلطة في العراق بالوقوف وراء أكثر من 95% من التفجيرات التي يشهدها العراق منذ ثلاث سنوات.
ونقل موقع "الهيئة" عن الضاري قوله في مقابلة مع وكالة "جيهان" التركية على هامش مشاركته في مؤتمر دعم المقاومة الذي اختتم في مدينة إسطنبول التركية الأحد الماضي: "إن المقاومة العراقية لم تقم بأي من التفجيرات الإجرامية التي تستهدف أبناء العراق ومنشآتهم ومؤسساتهم الرسمية والشعبية".
وأوضح أن نشاط المقاومة العراقية ينحصر في مقاومة قوات الاحتلال ومرتزقتها العاملين معها، مبرئًا بذلك ساحتها من العمليات التي تستهدف العراقيين، ملمحًا إلى تآمر أطراف خارجية وداخلية بالوقوف وراء ذلك رغبة منها في إبقاء الوضع على ما هو بالعراق، خدمة لمصالحها.
وتابع: "كل كلام غير هذا هو مجاف للحقيقة وفيه تغطية واضحة للأطراف المتورطة في تدمير العراق وإسالة دماء أبنائه، وهي الجهات التي لها مصلحة في لإبقاء العراق مدمرًا ضعيفًا هزيلاً حتى يتسنى لها تحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية في العراق".
وأشار إلى أن هذه القوى تهدف إلى تقسيم العراق لأنها تعلم أنه بدون تقسيم هذا البلد لا تستطيع تحقيق مصالحها.
وأعرب الضاري عن اعتقاده بأن نتائج الانتخابات العراقية التي جرت في السابع من مارس ستفضي إلى تشكيل حكومة ضعيفة، وأنها لن تختلف عن سابقاتها من حيث العجز عن مواجهة الفساد.
وأضاف: "توقعاتنا حتى قبل إجراء الانتخابات أن نتائجها ستكون متقاربة لعدد من القوائم، وبعد الحوارات والمساجلات والتنازلات فيما بينها تتشكل الحكومة في النهاية تحت عنوان: حكومة وحدة وطنية أو حكومة توافق أو حكومة شراكة، وستكون حكومة ضعيفة لا يستطيع أي طرف من أطرافها وخاصة الضعيفة أن تحقق ما كان يأمله الآخرون منها لأنها ستكون جزءًا من الحكومة".
وأشار ملمحًا إلى الدورين الأمريكي والإيراني بالعراق، قائلاً إن هذه الحكومة الضعيفة ستكون بحاجة إلى مرجعية عند اختلاف أطرافها، وهذه المرجعية تتمثل اليوم بالسفيرين الأمريكي والإيراني في بغداد، والنتيجة ستكون الحكومة المقبلة مثل الحكومات السابقة، "لا يتوقع منها أن تصلح خللاً أو تعالج فسادًا أو تقدم للشعب العراقي ما كان يتوقعه منها قبل الانتخابات".