أنت هنا

2 جمادى الأول 1431
المسلم ـ وكالات

أماطت تقارير صحفية أمريكية اللثام عن زيادة معدلات الانتحار في صفوف قوات الاحتلال الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان بصورة كبيرة، حيث أكدت أن عدد الجنود الأمريكيين الذين انتحروا يفوق عدد الجنود الذين قتلوا في المعارك في العراق وأفغانستان.
وأوضحت مجلة "تايم" أن "أعداد الجنود الأمريكيين الذين تخلصوا من حياتهم فى الانتحار يبلغ ٨١٧ جندياً، بينما يبلغ عدد الجنود الذين لقوا مصرعهم في المعارك ٧٦١" بحسب الإحصاءات الرسمية المعلنة، والتى عادة ما تكون أقل من الواقع بكثير.

وأضافت أن ذلك "يؤشر على فشل الجيش الأمريكى في التعامل مع قضية الانتحار، على الرغم من إنفاقه ملايين الدولارات من أجل علاجها".

وأشارت المجلة إلى أن جيش الاحتلال الأمريكي بدأ فى إجراء سلسلة من التحقيقات لاستكشاف الأسباب التي تدعو الجنود للانتحار، خاصة أن مصطلحات " الاكتئاب " و" العزلة " وغيرهما، لم تكن معتادة في الجيش، بما يجعل التعامل معها صعبا للوهلة الأولى، إلا أن تغيير أسلوب البحث حول الانتحار يهدف الى التكهن بأسباب الانتحار بما يسمح في الحيلولة دونه في المستقبل.

ونقلت المجلة الأمريكية عن خبير نفسي في تدريب الجنود الأمريكيين قوله: "نحن ندرب جنودنا على استخدام العنف المنظم، وعلى كتم الانفعالات العاطفية وردود الفعل العنيفة وعلى التغلب على الآلام الجسدية النفسية، وتخطي الخوف من الإصابة والموت، إلا أن كل هذا يقترن بالضرورة بزيادة معدلات الرغبة في الانتحار، لأن هذا يتمشى مع أسلوب التدريب الذي نعلمهم إياه".

وأضافت مجلة التايم ان ( ستيفن هاوزر ) رئيس قسم الأمراض العصبية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وأعضاء اللجنة التابعة لمعهد الطب توصلوا بعد مراجعة 400 دراسة بعمق إلى أن نسبة كبيرة من الجنود الذين تم نشرهم في ما سميت بـ( حرب الخليج ) قد عانوا من مجموعة مقلقة من الأعراض التي من الصعب تصنيفها .

وفي السياق ذاته، أشارت دراسة حديثة نشرت مؤخرا إلى أن كثرة إعادة نشر الجنود الأمريكيين في أماكن مختلفة تؤدي إلى زيادة معدلات الانتحار، مضيفةً أن الحل الوحيد لتجنب تزايد حالات الانتحار هو زيادة أعداد الجنود، الذين يتم نشرهم في الميدان، وتقليل الفترة التي يقضيها الجندى الواحد على خط النار، مقابل زيادة الفترة التي يقضيها في الراحة.

يذكر أن دراسات كانت قد نشرت في وقتٍ سابق، كشفت بأن قدامى المحاربين الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب التي قادتها الادارة الامريكية ضد العراق عام 1991 يعانون بشكل غير متناسب من اضطرابات ما بعد الصدمة وأمراض نفسية أخرى وأعراض غامضة.

ويحاول القادة العسكريون تجاهل الإقرار بحقيقة أن الحرب في العراق وأفغانستان قد تكون السبب وراء زيادة معدل الانتحار، بدعوى أن ثلث المنتحرين يكونون من بين قوات لم يتم نشرها على الأرض أبداً، وذلك على الرغم من اعترافهم بأن معدلات الانتحار بين الجنود في الميدان أعلى منها بينها في الجنود البعيدين عنه.