
تستعد قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان لشن هجوم موسع على إقليم قندهار في مسعى للقضاء على المقاومة التي تقودها طالبان. وأعرب سكان المنطقة عن قلقهم من تعرض حياتهم للخطر ومحاصيلهم الزراعية للدمار بسبب الهجوم المرتقب.
وتشمل الحملة العسكرية الهجوم على مديريات جري وبنجواي وميوند وأعرب كريستوفر هارمن من القوات الخاصة الأميركية في مديرية جري عقب اجتماع مع زعماء القبائل عن أمله بتعاون المدنيين الأفغان مع قواته التي قال إنها تسعى لمنع تعرض السكان المحليين للخطر جراء زرع المقاومة الكثير من العبوات الناسفة في جوانب الطرق لمواجهة الهجوم المتوقع على قندهار.
لكن سكان المناطق التي ستتعرض للهجوم يبدون خشيتهم من أن تعرض حياتهم للخطر في تلك العملية العسكرية، إلى جانب تدمير زراعتهم، حيث يأتي الهجوم في موعد الحصاد.
وكان شيوخ القبائل جرى أكدوا أن الذين يحاربون الحكومة هم ستون شخصا يحملون السلاح بسبب الظلم الذي يتعرضون له من الحكومة والقوات الدولية.
وتجري تحضيرات في العاصمة كابل لعقد المجلس القبلي الموسع (اللويا جيرغا)، وسط فقدان السكان الأمل في إيجاد حل عسكري أو سياسي لأزمة البلاد.
وكانت القوات الدولية في أفغانستان أعلنت عزمها شن عملية عسكرية موسعة على مقاتلي حركة طالبان في قندهار بعد "عملية مشترك" التي شنتها لطرد مسلحي طالبان من مديرية مرجة بولاية هلمند المجاورة في فبراير الماضي.
ولا تسيطر الحكومة الحالية وقوات الاحتلال سوى على جزء صغير من الأراضي الأفغانية، فيما تسيطر طالبان وحركات المقاومة على أكثر من 70% من البلاد.
وكانت القوات الأجنبية المحتلة التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) أعلنوا انسحابهم صباح اليوم من وادي كورنيجال المنعزل بشرق أفغانستان والذي كان ساحة معركة مع المقاومة.
وتنسحب القوات الأمريكية من مواقع نائية أخرى في شرق أفغانستان حيث عانت القوات التي تحاول السيطرة على الممرات التي يستخدمها مقاتلو طالبان من خسائر ثقيلة على أيدي المقاتلين الأكثر دراية بالأراضي الوعرة.
وانسحبت قوات الاحتلال بعد أن قال قائد القوات الأمريكية وقوات حلف الأطلسي الجنرال الأمريكي ستانلي مكريستال في العام الماضي إن العمليات العسكرية التي يشنها الاحتلال هناك تذكي المعارضة.
وقال إنه سيبحث وضع الوادي بدقة في إطار استراتيجية للمراجعة لضمان تركيز قواته على تأمين المراكز السكانية الرئيسية وليس المناطق النائية حيث يتحصن المقاومون.
وفي بيان صدر اليوم الأربعاء قالت قوات حلف الأطلسي إن القوات بدأت تنسحب من وادي كورنيجال في مارس لكنها ما زالت تستطيع مواجهة الأزمات في المنطقة إذا اقتضى الأمر.
وقال الكولونيل بالجيش الأمريكي راندي جورج في البيان: "المنطقة كانت ذات يوم مهمة جدا على صعيد العمليات لكن بما يتلاءم مع الاستراتيجية الجديدة نركز جهودنا على المراكز السكانية".