
قررت المفوضية القومية للانتخابات السودانية تمديد فترة الاقتراع يومين إضافيين في كافة لجان الاقتراع، لتصبح عدد الأيام الانتخابية خمسة أيام بدلا من ثلاثة، وتنتهي في 16 إبريل. وأشاد مراقبو الانتخابات بمعالجة المفوضية للشكاوى التي تردها، مثمنة قرار التمديد.
وشهد اليوم الثاني من الانتخابات بعض الشكاوي من أخطاء في الأسماء والرموز، لكنها أقل نسبيا من شكاوى أمس أول أيام الاقتراع. وجمدت المفوضية الانتخابات في عدة دوائر نتيجة أخطاء في أوراق الاقتراع أو صناديق الأصوات، مشيرة إلى أن تلك الدوائر ستعاد فيها الانتخابات بعد شهرين.
واتخذ قادة المفوضية قرار تمديد مدة الاقتراع في اجتماع أمتد 3 ساعات يوم الاثنين. وقال البروفسير عبد الله أحمد عبد الله نائب رئيس المفوضية إن القرار اتخذ لمبررات موضوعية من خلال ممارسة الاقتراع في اليومين الماضيين بجانب الأخطاء الفنية والإدارية التي صاحبت بطاقات الاقتراع وتوزيعها في اليوم الأول.
وقال في بيان له اليوم إن التمديد يوفر للسودانيين حقهم الدستوري في عملية الاقتراع مؤكداً أن المفوضية تسعى أن تكون نسبة التصويت عالية.
وقالت المفوضية القومية للانتخابات إن العملية الانتخابية في يومها الثاني تسير في ظروف حسنة.
ومن جانبها، أشادت البعثة العربية الأوروبية المستقلة لمراقبة الانتخابات في السودان بالروح المتعاونة لمفوضية الانتخابات في معالجتها للشكاوى التي وردتها، مثمنة قرارها الخاص بتمديد فترة الاقتراع ليومين إضافيين.
وقالت في بيان لها يوم الاثنين إن هذا التمديد يتيح الفرصة لأكبر عدد من الناخبين للإدلاء بأصواتهم، الأمر الذي يؤكد صدق النوايا لإنجاح العملية الانتخابية.
وفيما أكدت البعثة استمرار الخلل في بعض الإجراءات الإدارية لبعض المناطق، أشارت إلى أن عملية الاقتراع في يومها الثاني اتسمت بالإيجابية بعد تجاوز ارتباك اليوم الأول، وثمنت البعثة انسياب العملية الانتخابية بمعسكرات النازحين بشمال دارفور، لافتتاً الأنظار إلى الضعف اللوجسيتي في توفير المسلتزمات الأساسية لعملية الاقتراع ببعض المناطق البعيدة.
وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها صباح اليوم في موعدها عند الساعة الثامنة، لكن بعض المراكز في الجنوب تأخرت بسبب مشكلات لوجستية كتأخر وصول بطاقات الاقتراع.
لكن الأخطاء الفنية والإدارية التي وقعت في بعض المراكز خلال اقتراع يوم أمس استمرت اليوم، بحسب الشبكة الوطنية لمراقبة الانتخابات. لكن التقارير الإعلامية تشير إلى تقلص الأخطاء بشكل كبير.
وكان اليوم الأول شهد ارتباكا في العديد من مراكز الاقتراع خاصة في الجنوب مما تسبب في تأخير التصويت ودفع بالحركة الشعبية لتحرير السودان إلى الدعوة لتمديد فترة الانتخابات لأربعة أيام بحيث تصل مدتها الإجمالية إلى أسبوع كامل.
وأقرت المفوضية القومية للانتخابات الأحد بحصول أخطاء فنية تمثلت في تأخر وصول بطاقات الاقتراع إلى 26 مركزا في ولاية الخرطوم، والخلط بين مواد الدوائر. وقالت إنها ستمدد ساعات التصويت الاثنين والثلاثاء في ولاية النيل الأبيض حيث بدأ التصويت قبل ساعتين من موعد إغلاق الصناديق في السادسة مساء لانها اضطرت إلى إعادة طبع بطاقات الاقتراع بسبب خطأ في رموز مرشحي الولاية.
وذكرت الشبكة السودانية للانتخابات والديموقراطية التي تتابع الانتخابات في تقريرها عن اليوم الأول للاقتراع إن نحو خمسين مركزا لم تجر فيها الانتخابات الأحد.
كما جمدت المفوضية الانتخابات في عدة دوائر في انتخابات الولايات بسبب أخطاء في أوراق الاقتراع في الرموز والأسماء أو أخطاء في الصناديق، وقالت إن الانتخابات في تلك الدوائر ستعاد بعد شهرين.
وتقول المعارضة التي يقاطع بعض أطيافها الانتخابات إن العرس الانتخابي تحول إلى مأتم، وقال حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي أنه تم رصد "مئة اختراق في مختلف ولايات السودان". لكن يبدو ان الأمور بدأت تنتظم خارج الخرطوم مع بعض الارتباك بالنسبة للناخبين.
أما الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض، فقد قال مرشحه لمنصب الوالي مجذوب أبو موسى أن سبعة مراكز ريفية في ولاية كسلا في الشرق لم يتم التصويت نهائيا فيها. وأضاف أنه "أعيد فتح المراكز لكن تم تغيير مقراتها، وهذا أحدث إرباكا لدى الناخبين، وهي عملية مقصودة للتأثير على النتيجة".
وقام الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر -الذي تشرف مؤسسته على الانتخابات- بتفقد سير الانتخابات بولايات الجنوب اليوم، بينما تفقد إبراهيم غمبري -الذي يترأس بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي- سير الانتخابات في مخيمات للنازحين بدارفور.
لكن تحالف قوى المعارضة السودانية اتهم الولايات المتحدة ممثلة كارتر والمبعوث الأمريكي للسودان سكوت غريشن، بالتأثير على سير الانتخابات. واعتبر الانتخابات صفقة بين الحكومة السودانية والأميركية لتمرير فصل جنوبي السودان عن شماليه مقابل الإبقاء على الرئيس عمر البشير في سدة الحكم.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية للتحالف فاروق أبو عيسى إن "غريشن وكارتر يريدان أن يقولا إن الانتخابات صحيحة مائة بالمائة رغم ما يشوبها من تشوهات مرصودة أمامهما".