أنت هنا

27 ربيع الثاني 1431
المسلم- متابعات

أغلقت مقرات الاقتراع في السودان أبوابها مساء اليوم مع انتهاء أول أيام التصويت الثلاثة، بعد أن شهدت إقبالا كثيفا من الناخبين منذ بدء اليوم الانتخابي في الصباح الباكر. واشتكي المعارضون من أخطاء وقعت خلال التصويت على غرار خلط الرموز وإسقاط الأسماء. فيما اعترفت مفوضية الانتخابات بتلك الأخطاء وقالت إنها تعمل على معالجتها.

وسادت الفوضى في بعض مراكز الاقتراع بالعاصمة والمدن الرئيسية عندما تبين بعد بدء التصويت أن الناخبين يستخدمون بطاقات الاقتراع الخطأ أو أن أسماء أو رموز بعض المرشحين غير موجودة أو غير صحيحة، أو أن بعض الأسماء موجودة على قوائم الناخبين في مناطق أخرى.

لكن بحلول عصر يوم الأحد لم ترد تقارير عن اضطرابات كبيرة حيث أدلى السودانيون بأصواتهم لاختيار رئيس للسودان ورئيس لجنوب السودان وأعضاء للبرلمان الوطني وللبرلمانات المحلية وولاة لكل ولايات السودان وعددها 25 ولاية باستثناء ولاية واحدة.

ونظرا لأنه يجري انتخاب رئيسا ونائبه و24 واليا و26 مجلسا على مستوى الولايات والمستوى الوطني وباستخدام ثلاثة أنظمة مختلفة للتصويت وما بين 8 إلى 12 بطاقة اقتراع، كان التشوش حتميا.

وكانت عملية التصويت مهمة صعبة حتى بالنسبة الى السياسيين المتمرسين.. فقد استغرق الرئيس عمر حسن البشير عشر دقائق كي يدلي بصوته في بطاقات الاقتراع الثماني التي يتعين عليه أن يستخدمها.

وأصر كثيرون من الناخبين على الإدلاء بأصواتهم، معتبرين أنه رغم المقاطعات والشكاوى، إلا أن الحدث في حد ذاته تاريخي بعد ربع قرن بلا انتخابات حرة.

كما اشتكت المعارضة من السماح لكل أفراد الأمن بأعدادهم الغفيرة بتسجيل أسمائهم للتصويت في ثكناتهم. ورأى كثيرون أن وجودهم المكثف في هذه المناطق يمكن أن يميل الكفة لصالح الحزب الحاكم لشعور الناخبين بالترهيب.

لكن الحكومة ومفوضية الانتخابات يؤكدان أن نشر قوات الأمن ضروري لحفظ الاستقرار خلال اليوم الانتخابي.

وتابع مراقبون محليون غير مدربين بالدرجة الكافية سير الأمور بدقة لكن دون أن يلاحظوا أخطاء أساسية مثل استخدام بطاقات الاقتراع غير الصحيحة.

وقال الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر الموجود في الخرطوم على رأس فريق من مراقبي الانتخابات، عندما انضم لمراقبين من مركز كارتر التابع له: "لن تكون انتخابات مثالية. ليس هناك شيء كهذا".

وأضاف: "لكن إذا شعرنا أنه خلال الانتخابات تم التعبير عن إرادة الناخبين بشكل كاف فإن هذا سيكون الحكم الأولي الذي سنصدره".

واعتبر كارتر أن انهيار الانتخابات السودانية وانهيار اتفاق السلام مرتبط بها يمكن أن يشعل حربا دينية على المستويين الوطني والإقليم. وأضاف أنه من المهم أن تمر الانتخابات السودانية بسلام بسبب الموقع الاستراتيجي للبلاد وأهمية اتفاق السلام.

وأضاف: "هناك احتمال أن يكون هناك استقطاب للتأييد أو العداء بين الشمال المسلم والجنوب غير المسلم حيث أن الدول المجاورة بعضها له التزام عميق بالمسيحية وبعضها غير ذلك. وربما يقود ذلك إلى احتمال نشوب صراع ديني وكذلك صراع إقليمي في هذا الجزء من أفريقيا.