
أعلن زعيم المقاومة الشيشانية دوكو عمروف في تسجيل مصور بثه موقع قريب من المقاومة، مسؤوليته عن تفجير قطار موسكو الاثنين الماضي الذي أوقع 39 قتيلا. يأتي ذلك فيما فجر مقاوميْن نفسيهما يوم الأربعاء في جمع من القوات الروسية المحتلة لداغستان بمنطقة القوقاز ما أسفر عن مقتل 12 ضابطا من القوات الروسية المحتلة لإقليم القوقاز.
وأفاد تسجيل مصور وضع على موقع غير رسمي للمقاومة القوقازية يوم الاربعاء بأن زعيم المتمردين الشيشان دوكو عمروف أعلن المسؤولية عن التفجيرين اللذين ضربا شبكة قطارات الأنفاق في موسكو.
وقال عمروف الذي يعتبر أمير "إمارة القوقاز الإسلامية" في التسجيل الذي نشر على موقع www.kavkazcenter.com إنه أَمَرَ شخصيا بتنفيذ الهجمات. وأضاف أن الهجمات ستستمر في ضد القوات الروسية.
ويأتي ذلك الإعلان فيما قالت مصادر رسمية إن سيارة معبأة بالمتفجرات انفجرت بينما كانت تطاردها الشرطة في داغستان المتاخمة للشيشان يوم الأربعاء. وأضافت أن شخصا يرتدي زي الشرطة فجر نفسه في حشد من رجال الشرطة هرعوا لمكان الهجوم.
وقتل 12 شخصا على الأقل في الهجومين اللذين وقعا في كيزليار في داغستان على مقربة من الحدود مع الشيشان. وقالت لجنة تحقيق روسية إن التفجيرين أسفرا عن مقتل 12 شخصا منهم تسعة من ضباط الشرطة ومحقق من مكتب الادعاء. ونقل 23 شخصا إلى المستشفى.
وجاء هجوم داغستان بعد 48 ساعة من تفجيري قطارات موسكو. ويعتبر هذا الهجوم هو الأحدث في الصراع الدائر في القوقاز بين الاحتلال الروسي والمقاومة الإسلامية، ويأتي بعد عشرة أعوام من الحرب الثانية التي شنتها موسكو على المقاومة الشيشانية.
وقد أبرز هذا الهجوم قوة المقاومة الإسلامية وعجز الكريملن والاحتلال الروسي عن مواجهتها وقمعها، رغم تعينة للحكومات المحلية في أقاليم القوقاز وولاء رؤوس هذه الحكومات له.
وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن جماعة واحدة قد تكون وراء الهجمات في موسكو وفي داغستان. وأضاف في اجتماع حكومي: "وقع عمل إرهابي آخر. ولا أستبعد أن تكون ( هجمات موسكو وداغستان) من عمل عصابة واحدة والعصابة نفسها".
وقال وزير الداخلية نورجالييف في تصريحات أذاعها التلفزيون "وقع الهجوم في كيزليار حينما انفجرت سيارة معبأة بالمتفجرات بعد أن تجاهل سائقها أمرا بالتوقف وسارع باتجاه وسط البلدة بينما كانت تطارده الشرطة".
ونسبت وكالات أنباء روسية إلى محققين في مكتب الادعاء قولهم إن السيارة انفجرت بقوة تصل إلى 200 كيلوجرام من مادة (تي.إن.تي) المتفجرة. وقال نورجالييف إن ضابطي شرطة قتلا.
وبعدها بعشرين دقيقة تمكن شخص آخر من الوصول إلى حشد من رجال الشرطة تجمعوا في الموقع وفجر نفسه، مما أدى لمقتل قائد شرطة كيزليار فيتالي فيديرنيكوف وعدد من ضباط الشرطة الآخرين.
ويعتبر استدراج رجال الشرطة من خلال تفجير ثم إتباعه بتفجير ثان تكتيكا شائعا لدى مسلحي منطقة شمال القوقاز الذين يهاجمون القوات الروسية بشكل شبه يومي.
وتقابل سلطات الاحتلال الروسي والسلطات المحلية الموالية للاحتلال في دول القوقاز مثل هذه الهجمات بمزيد من التضيقات الأمنية على السكان المسلمين، وتزيد من تواجد قوات الاحتلال خاصة على الطرق الحدودية. لكن محللون ونشطاء حقوقيون حذروا مرارا من أنْ يؤدي التضييق الأمني إلى تزايد دعم الشعب الشيشاني والقوقازي للمقاومة التي يرون فيها أملا للخلاص من طغمة الفساد الحاكمة والموالية للاحتلال.
وداغستان هي إقليم يقع على بحر قزوين فيه أغلبية مسلمة، ويشهد مقاومة مسلحة إسلامية ضد الاحتلال الروسي للبلاد.