
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأربعاء الزعيم الدرزي اللبناني النائب وليد جنبلاط، في زيارة لدمشق جاءت بعد قطيعة دامت ست سنوات انتهت باعتذار جنبلاط للرئيس السوري بعد وساطة من حزب الله.
وقال جنبلاط في مقابلة مع قناة الجزيرة في وقت سابق هذا الشهر: إن تعليقاته عن الرئيس الأسد كانت غير لائقة ووصف جنبلاط تصريحاته السابقة بأنها "لم تكن لائقة وصدرت في لحظة غضب". وجرت المصالحة بوساطة حزب الله الشيعي اللبناني .
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "الرئيس الأسد استقبل النائب اللبناني وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي", مشيرة إلى أن "اللقاء تناول تعزيز العلاقات بين سورية ولبنان".
وكان جنبلاط أحد أمراء الحرب النافذين خلال الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان بين عامي 1975 و1990 والتي اغتيل خلالها والده كمال جنبلاط بعد خلافات مع دمشق. وألقى معظم شيوخ الدروز في لبنان باللائمة على سوريا في الاغتيال لكن دمشق نفت أي دور لها.
وبعد مقتل الحريري انضم جنبلاط لتحالف الأغلبية "14 آذار" الذي اتهم سوريا بالوقوف وراء الاغتيال كما أنه كان أحد أشد المنتقدين لحزب الله المدعوم من سوريا وإيران وعملياته خارج نطاق الدولة اللبنانية.
وكان الأسد قد أعلن في مقابلة تلفزيونية: إنه سيستقبل جنبلاط، معتبرا أن ما قاله الأخير، في إشارة الى الاعتذار، كاف لكي يستقبل في سوريا.
وقال الأسد: "الاعتذار يعني الاعتراف بالخطأ، هذا المضمون قاله وليد جنبلاط في أكثر من مقابلة، نحن يهمنا المضمون وهذا هو المضمون الذي نريده".
ويرى مراقبون ان زيارة جنبلاط لدمشق جاءت على مراحل لتطبيع العلاقات مع سوريا والتي بدأت بإعلانه في أغسطس الماضي الخروج من تحالف الأغلبية النيابية الذي يتزعمه الزعيم السني سعد الحريري؛ مما تسبب في اضطراب علاقته مع الأغلبية.
وتأتي زيارة جنبلاط إلى سورية في سياق الانفراج في العلاقات السورية اللبنانية إذ سبق زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي زيارة لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري, وذلك في أعقاب تشكيله لحكومته.