
أعدمت قوات الاحتلال الصهيونية صباح اليوم الثلاثاء فتىً فلسطينيًّا كان بالقرب من مطار غزة الدولي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة, بينما تم إحباط محاولة صهيونية لذبح قرابين في الأقصى.
وقال الدكتور معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية: إن الفتى هو محمد زيد الفرماوي (15 عامًا)، مبينًا أن جثمانه لم يصل بعدُ إلى المستشفى؛ حيث ترفض قوات الاحتلال السماح للطواقم الطبية بنقله إلى المستشفى.
وادَّعت قوات الاحتلال أن الشهيد الفرماوي حاول التسلل، غير أن مصادر محلية أكدت أن هذا الادعاء باطل لتبرير قتل الفتى الفلسطيني.
من جهة أخرى, تصدَّى المواطنون الفلسطينيون وحرَّاس المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء لمحاولات مجموعاتٍ من المتطرِّفين الصهاينة باقتحام ساحات المسجد الأقصى وإدخال ماشية من أجل ذبحها هناك كـ"قرابين" بمناسبة ما يُسمَّى "عيد الفصح اليهودي".
وأوضحت مصادر فلسطينية بأن ثبات المواطنين المقدسيين وصمودهم لحماية المسجد من الانتهاكات، دفع شرطة الاحتلال الصهيوني إلى منع قطعان المتطرِّفين من إدخال الماشية في المسجد لحمايتهم.
وكانت مواجهات متفرقة اندلعت أمس بين المواطنين المقدسيين وعناصر من شرطة الاحتلال وجنوده في محيط البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، وخاصة في منطقة باب الأسباط؛ بسبب الإجراءات والقيود التي وضعتها سلطات الاحتلال في المدينة، والتي تمنع بموجبها المواطنين ممن تقل أعمارهم عن 50 عامًا من الصلاة بالمسجد الأقصى؛ وذلك عشية بدء "عيد الفصح اليهودي".
واندلعت المواجهات بعد اعتراض قوةٍ من جنود الاحتلال شبانًا كانوا في طريقهم إلى المسجد الأقصى، وبعد توقيفهم حصلت مشادات كلامية تحوَّلت إلى تدافعات ومواجهات، وامتدَّت هذه المواجهات إلى منطقة باحة باب العامود بالإضافة إلى مواجهات محدودة في شارع الواد.
في نفس الوقت وجهت حركة حماس رسالة للشعب الفلسطيني بمناسبة ذكرى "يوم الأرض" قالت فيها: تحيي جماهير شعبنا الفلسطيني اليوم الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الأرض، وهي أكثر تجذراً في أرضها وأشد تمسكاً بحقوقها المشروعة، وأقوى استعداداً للتضحية في مواجهة العدوان والإرهاب الصهيوني. لقد أطلقت جماهير الشعب الفلسطيني انتفاضة يوم الأرض في مثل هذا اليوم من عام 1976، رداً على التغوّل الاستيطاني الصهيوني في المثلث والجليل والنقب، ورفضاً للسياسات الصهيونية التي عملت على طرد الشعب الفلسطيني من أرضه.
وأضافت: جاءت انتفاضة يوم الأرض المجيدة في الوقت الذي اعتقد فيه العدو أنه نجح في سياسة تبديد الهوية الوطنية الفلسطينية مثلما خطط منذ احتلاله لأرضنا عام 1948، فكانت الانتفاضة والمقاومة رداً على مخططات الاحتلال في الإلغاء والإبادة.
وتابعت: جاءت انتفاضة يوم الأرض بعد سنتين من إقرار البرنامج المرحلي "الفلسطيني" الساعي لإخراج جماهير شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948 من معادلة الصراع والحق في الأرض، لتعلن التمسك بالتراب الوطني كاملاً، ورفض التخلي عن الثوابت والحقوق التاريخية.
تأتي الذكرى اليوم، وفلسطين أرضاً وشعباً تواجه الهجمة العدوانية الصهيونية، من حصار ظالم وحشي على غزة، إلى جدار الفصل الاستيطاني، وعدوان مفتوح على القدس والمسجد الأقصى وسرقة المقدسات، واعتقالات وملاحقات من قبل أجهزة دايتون- فياض في الضفة الغربية للمقاومين الذين يتصدون للاحتلال ومشاريعه الاستيطانية والتهويدية.
وزادت الحركة في رسالتها: يا جماهير شعبنا الفلسطيني: في ذكرى يوم الأرض نؤكد على ما يلي:
ليكن يوم الأرض تجسيداً للالتفاف الجماهيري حول خيار المقاومة في مواجهة المخططات الصهيونية، دفاعاً عن الأرض والعِرض والمقدسات، وتجسيداً للتمسك بحقوق وثوابت شعبنا وعلى رأسها حق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين الذين شُرِّدوا من أرضهم وديارهم بفعل العدوان الصهيوني.
في ذكرى يوم الأرض، ندعو إلى اعتماد إستراتيجية عربية عملية وفاعلة لمواجهة التحديات ومواجهة الغطرسة الصهيونية والعدوان المتواصل على الأرض والمقدسات، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته، وفك حصاره وعدم إعطاء أيَّ غطاء لأي شكل من أشكال التفاوض العبثي المباشر وغير المباشر مع العدو.
إن يوم الأرض هو يوم إحياء ذكرى الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض فلسطين في القدس ودير ياسين وعرابة وغزة وسخنين وخان يونس والخليل وجنين وفي كل مدن وقرى فلسطين.
في هذا اليوم نؤكد رفضنا المطلق لفكرة الوطن البديل التي يسوِّق لها العدو الصهيوني ومن تماهى معه؛ ممن نسوا أو تناسوا حقوق شعبهم وتأمروا على قضيتهم، وستبقى فلسطين من بحرها إلى نهرها وطننا.. وستبقى القدس لنا.. وسيبقى شعبنا متمسكاً بهويته وأرضه ومقدساته، ومتمسكاً بحق عودة كل اللاجئين إلى أهلهم وديارهم وبيوتهم التي هجِّروا منها.
إننا في حركة حماس ندعو شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن وجوده إلى تجديد العهد بالوقوف صفاً واحداً متمسكين بحقوقنا الوطنية، رافضين التنازل أو المساومة، مؤكدين على تمسكنا بخيار المقاومة حتى دحر الاحتلال عن أرضنا وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وكما فاجأت جماهير شعبنا المحتلين عام 1976 بانتفاضة يوم الأرض، فإنها قادرة اليوم بعون الله على المزيد من المفاجآت التي ستحبط مخططات العدو وترد كيده إلى نحره.