
دعا نشطاء من التيار القومي بموريتانيا إلي حوار قومي إسلامي شامل يتجاوز كل العقبات المطروحة ويعمل على عودة المشروع الحضاري لهذا التيار ضمن مراجعات فكرية تأخذ بواقع المجتمع وخصوصيته وبمتطلبات المرحلة وما يناسبها من مفردات فكرية.
وقالت وكالة "الأخبار" الموريتانية المستقلة إن محمد سالم ولد الداه رئيس المركز العربي الإفريقي استعرض خلال حلقة نقاشية نظمها مركزه كل المراحل التي مر بها التيار القومي وما عرفه من أزمات وعقبات تركت تأثيراتها السلبية على مساره فيما بعد وأوصلته إلى حالة مثيرة من سوء فهم مضامين مشروعه، الذي أصبح في أذهان الكثيرين مجرد أداة لمجموعات تنشد المكاسب المادية على حساب القيم والمبادئ.
وتناول عبد الله ولد محمدو الكاتب الصحفي القيادي السابق في التيار البعثي خلال الحلقة النقاشية المغلقة "أزمة التيار القومي في موريتانيا"، وما مر به من مراحل بما فيها محاولة تبيئته محليا في موريتانيا. وقال ولد محمدو: "إنه أنتج التفرقة بدل الوحدة وتحالف قادته مع الاستبداد وتهاون منتسبوه مع مفردات الخطاب الوحدوية ولم يقوموا بمراجعة نقدية لأية مرحلة من مراحلهم السابقة".
وأضاف أن "الولاءات المزدوجة لمنتسبي التيار القومي ساهمت في خلق تذبذب شكل فيما بعد عائقا أمام تجسيد الرسالة الأخلاقية لكل واحد من منتسبي هذا التيار باعتباره إنسانا أو قدوة بل تسربت خطابات المجاملة والمواقف العاطفية بين مفاصل مفرداتنا".
ويعمل التيار الإسلامي في موريتانيا على خفض نبرة التعصب والشذوذ الفكري بين بعض أصحاب الأفكار التي تميل نحو العنف. والشهر الماضي أعلن العالم الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الدّدو رئيس مركز تكوين العلماء أن لجنة العلماء التي قادت حوارا مع بعض السجناء من ذوي الأفكار الشاذة في البلاد نجحت في إقناعهم ببطلان الأفكار التي تبنوها.
وأضاف أن هؤلاء السجناء تبرؤوا من أفكار العنف وتعهدوا بعدم حمل السلاح، ومن كان منهم عضوا في تنظيم القاعدة تبرأ منه، باستثناء سجينين.