
نقلت صحيفة أمريكية عن مفتشين دوليين ووكلاء استخبارات قولهم إن هناك اعتقاد بأن إيران تخطط لبناء مزيد من مواقع تخصيب اليورانيوم. ويبحث هؤلاء الخبراء عن أدلة على وجود موقعين نوويين جديدين في إيران كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أمر بإنشائهما مؤخرا.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر يوم الأحد إن بناء إيران مواقع نووية جديدة يشكل تحديا للمطالب الدولية بشأن تخصيب اليورانيوم، ونقلت عن مصادر عدة من الحكومات الغربية والوكالات الدولية قولها إن مفتشي الأمم المتحدة يبحثون حاليا عن دليل على وجود موقعين نوويين جديدين بعد تصريحات رئيس هيئة الطاقة الذرية بتلقيه أوامر لإنشار موقعين نوويين جديدين.
وكان رئيس الهيئة علي أكبر صالحي قال في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) في وقت سابق من الشهر الجاري إن الرئيس الإيراني أمر ببدء العمل في بناء مفاعلين نوويين جديدين، مشيرا إلى أن الموقعين سيشيدان داخل الجبال، خوفا -على ما يبدو- من تعرضهما لهجمات محتملة، بحسب الصحيفة.
وأشار صالحي حينها إلى أن البناء في موقعين جديدين لتخصيب اليورانيوم يمكن أن يبدأ بعد بداية العام الإيراني الذي بدأ بالفعل في 21 مارس.
وأوضح مسؤولون في العديد من الحكومات والوكالات الغربية المطّلعين على عمليات البحث عن مواقع إيرانية نووية جديدة وعلى عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن البحث يجري عبر المراقبة بالأقمار الصناعية ومعلومات استخباراتية يتم جمعها من عمليات سرية جدا.
كما أعرب مسؤولون أميركيون عن مشاطرتهم الوكالة الدولية شكوكها في هذا الشأن، مشيرين إلى أنهم يدرسون صور الأقمار الصناعية، لكنهم لم يعثروا بعد على أية أدلة تؤكد وجود مواقع نووية إيرانية جديدة.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى تأكيدات استخباراتية تفيد بوجود أدلة على ما وصفها مسؤول في الإدارة الأميركية بأنها "مواقع على شاكلة موقع قم السري لتخصيب اليورانيوم" الذي كشف عن وجوده الرئيس الأميركي باراك أوباما في سبتمبر العام الماضي، واعترفت إيران بوجوده في وقت لاحق.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أنه يجري حاليا تحديث التقييم الاستخباراتي القومي الأميركي لرفعه إلى الرئيس باراك أوباما، حيث يركز بشكل خاص على إمكانية وجود مواقع تخصيب يورانيوم أبعد من منشأة قم ومواصلة بناء أجهزة الطرد المركزي.
وأوضح مسؤولون على اطلاع على عمل المفتشين الدوليين أنه في حين تبدو إيران تسعى لإنتاج معدات جديدة لتخصيب اليورانيوم، فإن هذه المعدات لم تظهر في المواقع التي يدخلها المفتشون بانتظام ولا في موقع نطنز ولا في منشأة قم.
وترى الصحيفة أن هذا الأمر يسلط الضوء على الاشتباه بوجود معدات التخصيب هذه في معامل صغيرة في أنحاء إيران في مواقع سرية لنقلها في ما بعد إلى مواقع أخرى.