
وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أفغانستان مساء الأحد في زيارة لم يتم الإعلان عنها بشكل مسبق. وتأتي الزيارة فيما ارتفعت حصيلة الخسائر في صفوف قوات الاحتلال الأجنبية بشكل كبير خلال الربع الأول من 2010، بالرغم من تعزيز الاحتلال قواته بـ 30 ألف جندي منذ بداية العام.
وتأتي زيارة أوباما لمتابعة تطورات الأوضاع في العمليات العسكرية واسعة النطاق التي تنفذها قوات الاحتلال في مناطق مختلفة من أفغانستان في محاولة للقضاء على عناصر المقاومة الأفغانية التي تقودها طالبان.
وحطت طائرة أوباما في قاعدة باجرام الجوية قادمة من المنتجع الرئاسي الأمريكي في كامب ديفيد، وقام أوباما فور وصوله بالانتقال إلى القصر الرئاسي في كابول عبر المروحيات، وذلك للقاء نظيره الأفغاني حميد كرزاي.
وتأتي الزيارة فيما شهد الربع الأول من العام الجاري تضاعفا في خسائر القوات الأميركية والبريطانية بأفغانستان مقارنة بالتي تكبدتها في الفترة نفسها من العام الماضي.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية يوم الأحد، طبقا لإحصاءات استقتها من وزارة الدفاع الأميركية، إن 77 جنديا أميركيا قتلوا منذ مطلع العام الجاري مقابل 41 قتيلا في الربع الأول من العام الماضي، أما الجانب البريطاني فقد تكبد 33 قتيلا مقابل 15 في نفس الفترة من العام الماضي.
وفي تفاصيل أرقام وزارة الدفاع قتل 57 جنديا أميركيا في شهري يناير وفبراير الماضيين مقارنة بمقتل 28 خلال نفس الشهرين من العام الماضي، وقتل في مارس الجاري 20 جنديا مقارنة بمقتل 13 في الشهر نفسه من العام الماضي.
وبخصوص الإصابات في صفوف القوات الأميركية والتي تلقى اهتماما أقل من القتلى، ارتفع عدد جرحى الجيش الأميركي في أفغانستان بشكل كبير من 85 مصابا في أول شهرين من العام الماضي إلى 381 جريحا هذا العام بزيادة نسبتها 350%.
وبلغ عدد المصابين من القوات الأميركية خلال الأيام الستة الأولى من مارس الجاري 40 جريحا، مقارنة مع 50 جريحا في مارس الماضي كاملا، أي بمعدل سبع إصابات في اليوم.
وإزاء هذه الأرقام حذر مسؤولون أميركيون من ارتفاع عدد الخسائر بصفوف القوات العاملة في أفغانستان بشكل كبير، في وقت تنهي فيه وزارة الدفاع نشر 30 ألف جندي إضافي وتستعد لشن عملية واسعة على معقل حركة طالبان في ولاية قندهار جنوبي البلاد خلال الأشهر القادمة.
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مايك مولن الشهر الماضي إن أياما وصفها بالقاسية تنتظر قواته في أفغانستان.
وكانت قوات دولية مشتركة أميركية وأفغانية ومن حلف شمال الأطلسي (ناتو) قوامها عشرة آلاف جندي، قد أعلنت سيطرتها على منطقة مرجه في ولاية هلمند المجاورة بخسائر وصفت نسبيا بالقليلة، لكن طالبان رغم ذلك واصلت هجماتها بالعبوات الناسفة.
ومن المقرر أن يشارك العديد من القوات الأميركية الإضافية في العملية العسكرية الواسعة المزمعة في ولاية قندهار والتي يرى محللون أنها ستكون أصعب بكثير من عملية مرجه.