أنت هنا

13 ربيع الثاني 1431
المسلم- وكالات/ المركز الفلسطيني للإعلام

هدد وزير صهيوني في حديث إذاعي يوم الأحد بإعادة الاستيلاء على قطاع غزة والقضاء على سلطة حركة حماس فيه. وردت الكتلة البرلمانية للحركة بالتحذير من مغبة مهاجمة القطاع نافية إمكانية إسقاطها لأنها جاءت إلى الحكم بإرادة الناخب الفلسطيني. كما أكد الجناح العسكري للحركة جاهزيته للرد على أي عدوان أو حماقة صهيونية.

وقال وزير المالية الصهيوني "يوفال شتاينيتس" في حديث إذاعي صباح الأحد: "إن إسرائيل قد تضطر إلى إعادة الاستيلاء على قطاع غزة، والقضاء على سلطة حماس الحاكمة فيه، إذا لم يكن أمامها أيُّ خيار آخر"، وأضاف: "إنه لا يمكن لإسرائيل أن تسلِّم بتسليح حركة حماس بصواريخ بعيدة المدى".

وهدد الوزير -المنتمي لحزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- بتصفية قادة حماس في غزة عقب الاشتباكات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين أحدهما ضابط برتبة رائد.

وقال شتاينتز إن "إسرائيل" إنه لا يوجد خيار آخر أمام الحكومة سوى الحل العسكري ضد قطاع غزة، في إشارة إلى احتمال قيام "إسرائيل" بحرب شبيهة بالتي شنتها العام الماضي وأسفرت عن استشهاد 1400 فلسطيني غالبيتهم من المدنيين. لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنه لا جدول زمنيا محددا لهذه العملية.

ومن جانبه، حذر نتانياهو النشطاء الفلسطينيين يوم الأحد من أن "إسرائيل" سترد على أي هجمات من قطاع غزة تستهدف "الإسرائيليين".

وقال في مستهل الاجتماع الحكومي الأسبوعي: "سياسة الرد الإسرائيلية حاسمة وحازمة. إنها توفر ردا حازما على أي ضرر يلحق بمواطنينا وجنودنا. هذه السياسة معروفة وستستمر".

ومضى يقول إن حركة حماس وجماعات أخرى "يجب أن تعلم أنها مسؤولة عن تصرفاتها".

ويشير نتانياهو إلى مقتل ثلاثة جنود بالجيش الإسرائيلي يوم الجمعة خلال اشتباكات وقعت على حدود قطاع غزة هي الأعنف منذ الحرب الأخيرة، وأعقبها توغل "إسرائيلي" في وسط القطاع.

وقال الجيش "الإسرائيلي" إن ضابطا ومجندا قتلا في كمين لمسلحين فلسطينيين استهدف دورية تابعة للجيش. وأعقب الواقعة توغلا "إسرائيليا" في خان يونس بوسط قطاع غزة. وانسحبت القوات "الإسرائيلية" يوم السبت بعد تصدي كتائب المقاومة لها.

وردا على تصريحات شتاينيتس ونتانياهو، قال "أبو عبيدة" الناطق الإعلامي باسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة حماس إن كتائب المقاومة جاهزة تماما للتصدي لأي عدوان أو حماقة صهيونية.

واعتبر أن تلك التهديدات بإعادة احتلال القطاع هي محاولةٌ للهروب من الصدمة التي مُنِيَ بها الاحتلال بعد مقتل 3 من جنوده على حدود القطاع، ومن أجل رفع معنويات الجنود الصهاينة.

وتساءل أبو عبيدة: "إذا كانت هذه قوات النخبة تتعرَّض بواسطة سلاح بسيط موجود لدينا؛ لهذه الخسائر، وهي لا تستطيع التقدم عشرات الأمتار في قطاع غزة، فكيف هو الحال في القوات العادية؟ وكيف يمكنهم التقدم لإعادة احتلال كامل القطاع؟!".

وحول حديث الوزير الصهيوني عن أنهم لن يقبلوا بمواصلة حركة "حماس" التسلُّح بصواريخ بعيدة المدى، قال أبو عبيدة: إن "هذه أسطوانة مكررة، وأصبحت معتادةً، وسمعها الجميع.. نحن من حقنا أن نتسلَّح بكل ما نستطيع؛ لأن الاحتلال يمارس الإرهاب والعنصرية والإجرام بحق شعبنا الفلسطيني، بالإضافة إلى كونه يحتل أرضنا".

وتابع: "نحن إن لم نتسلَّح فهذا يعدُّ جريمةً بحق شعبنا وبحق مقدساتنا وبحق تاريخنا، وتسلُّحُنا يعدُّ واجبًا دينيًّا ووطنيًّا وأخلاقيًّا حتى ندافع عن أرضنا وعن شعبنا".

وأضاف: "إن قلب الحقائق التي يمارسها الاحتلال، الذي يتسلَّح بأقوى قوة عسكرية في هذه المنطقة، ويحاول الآن يروِّج بأننا نحن من يتسلَّح من أجل مهاجمته.. هذا المنطق المقلوب لن يضلِّل شعبنا ولا شعوبنا العربية والإسلامية، وإنما يستطيعون أن يضلِّلوا حلفاءهم المضللين في العالم الغربي.. نحن سنتسمر في امتلاكنا سلاحًا، مهما كان الظرف".

ومن جانبها، حذرت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية -المحسوبة على حماس- الاحتلالَ الصهيونيَّ من مغبَّة الإقدام على اجتياح قطاع غزة، مؤكدة أن هذه الخطوة ستكون تبعاتها وخيمة.

واعتبرت الكتلة في بيانٍ لها أن عنجهية العدو الصهيوني ولغته الإجرامية تجعله يستخدم من جديد لغة التهديد والوعيد باجتياح قطاع غزة، متوهمًا قدرته على إسقاط الحكومة الشرعية القائمة".

وشددت الكتلة على أن الحكومة الفلسطينية جاءت عبر إرادة الشعب الفلسطيني، والحديث عن إسقاطها وهمٌ صهيونيٌّ وحلمٌ لطالما تمنَّى العدو الصهيوني رؤيته، لكنه فشل أمام إرادة الصمود والتحدِّي وأمام التفاف الشعب حول حكومته والدفاع عن إرادته الانتخابية.