
قررت محكمة صهيونية في مدينة القدس المحتلة السماح للمغتصبين بحمل السلاح وإطلاق النار على الفلسطينيين بدعوى "تفريقهم"، في الوقت الذي أكد فيه مركز حقوقي تعرض الأسرى الفلسطينيين للتعذيب داخل سجون الاحتلال.
وقد أجازت قاضية محكمة الصلح في القدس المحتلة، السماح للمغتصبين بإطلاق النار على الفلسطينيين، بعد أن حكمت الشهر الماضي بأن المغتصب إبراهام هوفي، ليس مذنباً بسوء استخدام السلاح عندما أطلق النار بتاريخ (6 ـ 5 ـ 2005)، عندما لاحظ ثلاثة رعاة فلسطينيين على بعد مائة متر من سياج مغتصبة "حلميش".
وكان الفلسطينيون الثلاثة قد أدلوا بشهادتهم أمام المحكمة، وأشاروا فيها أن هوفي أطلق النار عليهم بصورة مباشرة، وأن إحدى الرصاصات جاءت بالقرب من قطيع الأغنام، فيما كان الثلاثة قرب المغتصبة، المقامة على راضي قرية دير نظام غرب رام الله بوسط الضفة الغربية المحتلة. وأكد الثلاثة أن ملكية هذه الأرض تعود لهم، وأن المغتصبين يسعون إلى الاستيلاء عليها.
من ناحيته, رأى مايكل سفارد المستشار القانوني لمؤسسة "يش دين - يوجد عدل" الحقوقية، وتعمل على جمع شهادات المعتدى عليهم، أن قرار المحكمة إجازة حمل السلاح للمستوطنين ضد الفلسطينيين "بمثابة القرار الخطير وسابقة خطيرة".
وأضاف: إن هذا القرار يحث المستوطنين إلى استخدام السلاح في وضع لا يشكل خطراً عليهم ولا تهديد، بدل أن يقوموا بالتوجه للجهات الأمنية في هذه الحالات.
من جهة أخرى, أكد "المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى" أن سلطات الاحتلال الصهيوني تمارس أساليبَ كثيرةً من التعذيب الشديد بحقِّ الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجونها.
وقال المركز: إن إدارة السجون تعتمد أسلوب الحرمان من النوم ضد الأسرى، كنوعٍ من العقاب بحق الأسرى؛ بهدف انتزاع أيِّ اعترافات منه حتى لو كانت غير دقيقة وليس لها أساس من الصحة.
وأشار المركز إلى أن "إدارة السجون تهدف من خلال التركيز على هذا النوع من التعذيب إلى ممارسة الضغط النفسي الشديد على الأسير؛ بحيث يشعر الأسير باليأس والقلق والأرق المستمر والمتواصل".
وأوضح المركز أن السجانين الصهاينة يعتمدون على إراقة الماء شديد البرودة على جسد الأسير المستهدف؛ حيث يكون في تلك اللحظة جالسًا على كرسي صغير الحجم وغير مريح، ولفت إلى أن الأسير كلما أراد أن يغمض جفنه يقوم السجان بإراقة الماء البارد عليه، فيصحو من جديد، مبينًا في ذات الوقت أن أكثر من 15 سجانًا يتولون هذه المهمة القذرة؛ بهدف الضغط على الأسير الذي يتعرَّض لمثل هذا النوع من التعذيب.
وكان "المركز الفلسطيني" قد أصدر تقريرًا صحفيًّا نقل خلاله على لسان أحد الأسرى الذي تمَّ الإفراج عنهم من سجون الاحتلال "أن من أهم الأساليب التعذيبية التي يمارسها الاحتلال ضد الأسرى هو منع الأسير من النوم لفترة تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من (100 ساعة) متواصلة؛ أي بمعدل أكثر من أربعة أيام متتالية".