
تلقى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تعليمات من بغداد بالانسحاب من اجتماعات القمة العربية احتجاجا على ثناء الزعيم الليبي معمر القذافي على المقاومة خلال استقباله لوفد من المعارضة العراقية.
وقال دبلوماسي عربي رفيع المستوى: إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب من زيباري، الذي سيمثل العراق كذلك في اجتماعات القمة، الانسحاب فور انتهاء اجتماعات الخميس وخفض التمثيل العراقي في القمة إلى مستوى المندوب الدائم لدى الجامعة العربية.
وأضاف: إن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تدخل من أجل عدم خفض مستوى التمثيل العراقي خلال إفطار مع زيباري صباح الخميس، كما ناشد العديد من الوزراء الوزير العراقي عدم الانسحاب خلال الجلسة المغلقة للمجلس الوزاري للجامعة بعد ظهر الخميس ولكنه أكد أن التعليمات الصادرة إليه حتى الآن هي بالمغادرة فور انتهاء اجتماعات الخميس.
وكانت الحكومة العراقية قد انتقدت التصريحات التي أطلقها الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن العراق عند استقباله لوفد من المعارضة، واعتبرتها "تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية".
ووصف الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، تصريحات العقيد القذافي بأنها "غير منضبطة" وقال: "اننا نفكر جديا بجدوى حضور مؤتمر في ليبيا يرأسه هكذا رجل يتطاول على العراق وشعبه بهذه الطريقة الفضة غير المألوفة في العرف الدبلوماسي بان يتحدث زعيم دولة عن بلد له تاريخه وله شعبه وله سيادته".
وكان العقيد القذافي قد استقبل الأحد الماضي في سرت وفدا من المعارضة العراقية البعثية ضم صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة العراقي السابق وعصام جلبي وهو وزير نفط عراقي سابق ومحمد الدوري مندوب العراق السابق في الأمم المتحدة.
وألقى القذافي كلمة خلال اللقاء أعرب فيها عن حزنه وألمه لأن العراق مكلوم ومحتل، وقال: "إنكم رغم الآلام، تعيشون أياما مجيدة لأنكم تقاومون الطغاة والاستكبار الدولي والاستعمار العالمي، وبكل شجاعة تواجهون أعتى قوة فوق الأرض، وتقدمون بسخاء قوافل من الشهداء في كل يوم".
واعتبر الزعيم الليبي أن منجزات المقاومة العراقية فخر للعراقيين بقدر ماهي فخر لليبيا، وقال: "هذا فخر لكم ولنا، وهو مجد.. كل الناس تموت ولكن أنتم تموتون بشرف، فالمتخاذلون أو العملاء سيموتون ولكنهم يموتون بخزي وبعار.. فعلى سبيل المثال نحن هنا في بلدكم ليبيا، نحتفل بعد الثورة بإحياء معارك المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الإيطالي، ونحن نعرف أن تلك الأيام كانت أياما صعبة وكانت مؤلمة لآبائنا وأجدادنا، لكن نحن الآن نحتفل بها بأعراس وبأناشيد لأننا نفخر بتلك الأيام التي عاشها أباؤنا وأجدادنا وهم يواجهون قوى كبرى في ذلك الوقت هي الإمبراطورية الإيطالية".