
دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشعب الفلسطيني للنفير العام والاشتباك مع جنود الاحتلال وقطعان المغتصبين للدفاع عن القدس والأقصى؛ وفاءً لدماء الشهداء الأبرار. وفيما يبدو استجابة لتلك الدعوة هاجم مسلحون فلسطينيون جنودا "إسرائيليين" في الخليل في أول علمية من نوعها منذ أعوام.
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب مقتل شابين فلسطينيين أمس في الضفة الغربية برصاص القوات "الإسرائيلية" خلال مواجهات ضد الاستيطان وقعت أمس السبت في قرية عراق بورين التي تحتلها اسرائيل منذ 42 عاما. وشارك في جنازة محمد قادوس (16 عاما) وأسيد قادوس (17 عاما) اليوم الأحد آلاف الفسطينيين الغاضبين.
وفي أول رد فعل للمقاومة الفلسطينية على التصعيدات "الإسرائيلية" الأخيرة، هاجم مسلحة فلسطينيون في مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية المحتلة مجموعة من قوات الاحتلال الصهيوني قرب بلدة بيت عوا.
وقالت مصادر فلسطينية إن العملية جاءت رداً على استشهاد أربعة مواطنين فلسطينيين في قرية عراق بورين جنوب نابلس بشمال الضفة.
كما ذكرت مصادر إعلامية عبرية أن مقاومين فلسطينيين، كانوا يستقلون سيارة، أطلقوا النار بكثافة من أسلحة رشاشة باتجاه قوة من جيش الاحتلال الصهيوني جنوب جبل الخليل مساء الأحد، ثم انسحبوا من المكان.
وأضافت المصادر أن جنود العدو الصهيوني تعرضوا لإطلاق نار من سيارة فلسطينية مرت على طريق قرب بلدة بيت عوا، زاعمة عدم وقوع إصابات في صفوف قوات الاحتلال، في حين هرعت قوات كبيرة من جيش الاحتلال إلى مكان الهجوم.
يشار إلى أن الشارع يربط بين بلدة دورا جنوب غربي الخليل وبلدة بيت عوا إلى الجهة الغربية، ويربط الشارع مدينة الخليل بالمنطقة الغربية للمحافظة. وكانت المحكمة الصهيونية العليا قررت فتح الشارع قبل نحو شهر ونصف الشهر تقريبًا أمام السيارات الفلسطينية بعد إغلاقه لمدة عشرة أعوام متواصلة بحجة حماية المغتصبين.
ومن ناحيتها، تعهدت حماس في بيان لها الأحد أن تبقى وفيةً لدماء الشهداء الأبرار ومواصلة درب الجهاد والاستشهاد والمقاومة والانتصار، وتقديم الأرواح للذود عن المقدسات، مطالبةً باعتبار الأيام القادمة أيامًا للغضب الشعبي العارم وللنفير العام.
وقالت الحركة في ذكرى أسبوع الشهداء: "تأتي ذكرى الشهداء هذا العام والوطن الغالي فلسطين يعيش أبناؤه في قطاع غزة حصارًا ظالمًا مستمرًّا للسنة الرابعة على التوالي، والقدس والمسجد الأقصى يشهدان مخططاتٍ تهويديةً خطيرةً، والضفة الغربية تئنُّ تحت وطأة التآمر الأمني بين سلطة فريق أوسلو والاحتلال الصهيوني، وفي خضمِّ تلك الأحداث كلها يستعدُّ فريق التفريط للدخول في جولة عبث تفاوضي جديد مع العدو الصهيوني".
واستذكرت الحركة سير القادة الشهداء مشيرة إلى أن العدو حسب أنه باستهداف هؤلاء الشهداء سيقضي على روح المقاومة في الجيل الفلسطيني، ناسيًا أن الموت في سبيل الله هو أسمى أمنية يسعى إليها أبناء الشعب الفلسطيني، وأن بركة دماء الشهداء هي نورٌ يضيءُ الطريق في المسيرة المظفرة لتحقيق النصر المبين بإذن الله تعالى.
ووجَّهت الحركة في ذكرى أسبوع الشهداء تحيةَ إكبار إلى شهداء الشعب الفلسطيني الذين أخرجوا العدو الصهيوني من غزة خاسئًا ذليلاً، ولقَّنوه في الضفة والقدس دروسًا لن تُمحى من ذاكرته، وتعاهد أرواحهم الزكية أنها على عهدِ ذاتِ الشوكة ماضية، في تمسُّكها بالحقوق، دون التفريط في ذرة تراب من أرض فلسطين، وأنها بالأرواح والمهج ستذود عن الأقصى المبارك وتحمي المقدسات.
وطالبت الحركة الجماهير العربية والإسلامية وكلَّ أحرار العالم بالهبَّة والخروج في مسيرات وفعاليات؛ نصرةً للأقصى، وتأكيدًا لأن الجماهير الغاضبة في الأمة لا يمكن أن تسكت عن المؤامرات والمخططات اليهودية العدوانية؛ فالمساس بالمسجد الأقصى بمثابة إعلان حرب على كل مسلم وحر في هذا العالم.