أنت هنا

6 ربيع الثاني 1431
المسلم- وكالات/ صحف

انعقد في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الأحد مؤتمرا دوليا لمانحي المعونات لإقليم دارفور السوداني الذي عاني حروبا أهلية دامية. وتمكن المؤتمر من جمع نحو 850 مليون دولار، من بينهم 75 مليون دولارا تعهدت تركيا بتقديمها على مدار 5 سنوات لمشروعات تنفذ بالإقليم.

وفي مؤتمر صحفي عقد في ختام الاجتماع الدولي، قال أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي ترعى المؤتمر: "اليوم تمكنا من جمع قرابة 850 مليون دولار"، لتنمية وإعادة اعمار إقليم دارفور.

وكانت منظمة المؤتمر الإسلامي، التي نظمت هذا المؤتمر، تأمل في جمع ملياري دولار من أجل إقامة مشروعات تنموية في إقليم دارفور، حيث أدت الحرب منذ اندلاعها إلى مقتل نحو 300 ألف شخص ونزوح 2,7 مليون آخرين وفقا لمنظمات دولية.

وترى مصر أن الاستثمارات في البنية التحتية والتعليم والصحة والزراعة أمر حيوي لإنهاء الصراع مثل بناء مصانع للأسمنت وشق طرق وتشييد قرى للنازحين.

وعقد المؤتمر برئاسة وزيري خارجية مصر أحمد أبو الغيط وتركيا أحمد داود أوغلو. وحضر ممثلين عن الصين والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب تمثيل منظمة المؤتمر الإسلامي لـ 57 دولة.

وقالت تركيا إنها ستقدم بين 60 و75 مليون دولار من الآن وحتى 2015 لمشروعات المياه والتعليم والزراعة، بينما أعلنت الجزائر أنها ستقدم عشرة ملايين دولار مع التركيز على قطاع الصحة والتدريب على الوظائف.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر: "إن مصر آمنت منذ اندلاع الأزمة أن قضية دارفور هى قضية تنمية فى الأساس أخذت فيما بعد أبعادا سياسية واجتماعية وقبلية".

واستطرد: "وهو ما جعلنا على اقتناع تام بأن الحل الجذرى للأزمة يجب أن يركز على رفع معدلات التنمية وتحسين مستوى معيشة المواطن السودانى فى دارفور".

ورأى أن الاستثمارات في البنية الأساسية والصحة والتعليم والزراعة أمر حيوي لإنهاء الصراع الدائر في الإقليم وحماية السلام النسبي الذي أسفرت عنه اتفاقيات وقف إطلاق النار الأخيرة، التي تم التوصل إليها بوساطة قطرية.

وعقد المانحون عدة مؤتمرات بشأن السودان الذي يعاني من صراعات متعددة منذ سنوات لكن هياكل المساعدة المعقدة تعرقل بعض الانفاق ولم يتم الوفاء بكامل التعهدات.

ويسعى السودان جاهدا لحل الصراع في إقليم غرب دارفور قبل الانتخابات التي تحل الشهر المقبل ووقع اتفاقيتين لوقف إطلاق النار مع جماعتين متمردتين منذ فبراير الماضي

ومع ذلك تحدث بعض الاشتباكات وتعثرت المحادثات الرامية لوضع اللمسات النهائية على اتفاق سلام مع حركة العدل والمساواة وهي حركة التمرد الرئيسية في الإقليم.

لكن السفير السودانى لدى القاهرة عبد الرحمن سر الختم قال في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر إنه لا توجد نزاعات مسلحة فى الوقت الحالى على أراضى دارفور بالمعنى الذى تم فهمه، معتبرا أن هذا انعقاد مؤتمر لتنمية وإعمار دارفور دليلا على ذلك، حيث لا يمكن أن يوجد إعمار وتمنية فى ظل وجود نزاع.

وقال سر الختم لصحيفة "اليوم السابع" المصرية إن "المؤتمر يحمل قناعات وأفكار كل الحاضرين، من الذين كانوا وراء الفكرة، والذين رعوها، والذين نظموها، والذين يشاركون الآن فى تنفيذها وسط هذا الحضور الكثيف، المميز، والمتنوع، حيث إنّه من يشاهد هذا المؤتمر سيكون على ثقة بأن السلام قد حل بالفعل فى إقليم دارفور، وأنّه على أعتاب مرحلة جديدة".

وتحدث السفير حول الخطوات التى تقدمها حكومة الخرطوم لتسهيل المشروعات والتى سيتناولها المؤتمر، معربا عن أمله بانتهاء المؤتمر أولاً إلى إعلان مساهمات، وإعلان بنك تنمية دارفور.

وكانت قطر اقترحت إنشاء البنك برأس مال يبدأ باثنين مليار دولار.