
قلّل الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري من الرهان على نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة في الخروج بالعراق من الاحتلال ووقف المشروع السياسي الأميركي في المنطقة.
وقال الضاري في تصريحات نشرتها صحيفة العراق الإلكترونية السبت إن المعارضين للاحتلال هم الآن أقرب للنصر منهم للهزيمة في الانتخابات.
وأضاف: "أعتقد أن الذين يؤملون على هذه الانتخابات من إخواننا العرب هم متفائلون أكثر مما هو مطلوب، أما في الداخل فإن العراقيين الذين شاركوا في الانتخابات هم من المحبطين والمقصيين الذين يعانون من الظلم والإرهاب، وهم يعتقدون أن في فوز هذه القائمة دون تلك ما يخفف شيئا من الظلم الذي يعانونه".
وشدد الضاري على أن "هذه الانتخابات مهما كانت رموزها فهي حلقة من حلقات المشروع الأميركي، بل هي العجلة السريعة للعملية السياسية التي دمرت العراق ما يقرب من 7 سنوات، بل هي المشروع الأميركي الذي رسمه الاحتلال ووضع حدوده". واستطرد بالقول: "لذلك نحن لا نتوقع أي تغير على العملية السياسية ومن ثم على الوضعية السياسية، وإنما التغيير قد يكون في تعدد القوائم التي ستشترك في هذه الحكومة سواء من الفائزين أو الذين يلونهم".
وتابع: "أعتقد أن أغلب القوائم متقاربة مما سيضطرهم إلى التحالفات من أجل مصالحهم الشخصية والحزبية والطائفية، وكل ذلك في إطار تحقيق أهداف اللاعبين الكبيرين في العراق، وأعني أميركا وإيران، ولذلك فالتغيير في الأشخاص وفي شكل اللعبة أما حقيقتها فهي تسير على الخطة التي وضعها الاحتلال".
ونفى المتحدث أن تكون كفة القوى المشاركة في العملية السياسية راجحة عن كفة قوى الممانعة والمقاومة للاحتلال، وموضحا: "أنا ومن معي من القوى الرافضة للاحتلال، ونحن هنا نتكلم عن مصير العراق، وليس عن مصير فئة معينة، لأن أهل العراق الحريصون عليه من كل الطوائف، ونحن حينما نعارض الاحتلال ومشاريعه فإنما ذلك من أجل عودة العراق إلى أهله وأمته وليس من أجل طائفة بعينها".
وأضاف: "أقول إن المعارضين للاحتلال ومنهم السنة هم بخير وهم يحمدون الله أنهم وقفوا في وجه الاحتلال وأربكوا مشروعه، وهو محبط في العراق وضعيف، ولا خطة له عدا الاتفاقية الأمنية التي فرضها بالقوة وبالمال على حلفائه الذين أوكلهم حكم العراق. إن العراقيين هم أقرب إلى الفوز منه إلى الخسارة، وأما ما قدموه من ضحايا وآلام فهي لا تعد كثيرة في نظر الشرفاء منهم للعراق، بل هم مستعدون أن يقدموا أضعاف ذلك".
وأعرب الضاري عن أسفه لأن العرب والمسلمين خذلوا العراقيين في مواجهة الاحتلال، "ولم يقوموا بواجبهم تجاه أي قضية عربية أو إسلامية ولم يناصروا القضية الفلسطينية، أما العراق فهو منسي عندهم وليس واردا في كثير من أجنداتهم، ولذلك نحن معتمدون على الله أولا ثم على أنفسنا ثانيا ولم نعتمد على أي طرف عربي، ممن خذلوا العراق إلى اليوم".
وفي الذكرى السابعة للاحتلال الأمريكي للعراق، جددت هيئة علماء المسلمين تمسكها بالثوابت الشرعية وثقتها العالية بقدرة العراقيين على تجاوز كل الأمور المثبطة التي لن يجنوا منها سوى المزيد من الضعف والخور والتهاون أمام ضرورات المرحلة الصعبة التي يمر بها العراق اليوم.
وقالت الهيئة في بيان لها اليوم بهذه المناسبة: "ما زال العراقيون يواجهون أعتى مراحل هذا الغزو الذي تحل ذكراه هذه، والعراق يعيش حالة الفشل الواضح لمشروع الاحتلال السياسي الذي تنبيء تطوراته عن تداعيات خطيرة، فضلا عن التداعيات التي حذرنا منها سابقا وعلى مدى سبع سنوات".
وحيت الهيئة أبناء الشعب العراقي بكل فئاته وأطيافه وأديانه ومذاهبه وأعراقه على صبرهم الجميل ومصابرتهم التي سطروا فيها أروع معاني التفاني والجهاد .. مطالبة إياهم بأن يكونوا على مستوى هذه المرحلة المفصلية من تاريخ العراق، وأن يشدوا العزم على تفويت كل المؤامرات التي تهدف إلى النيل من وحدتهم وهويتهم ومقدراتهم، كما حثتهم على مزيد من التفاني في سبيل قضيتهم العادلة والالتفاف حول مقاومتهم الجهادية التي أثبتت حقائق الواقع أنها الخيار الوحيد للخروج بالعراق من محنته.