
أكد الدكتور إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية: " إن سلطة رام الله تحاصر حالة الغضب الشعبي في الضفة المحتلة"، مطالبًا إياها برفع "يدها الثقيلة" عن الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة.
وشدد هنية على أهمية وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال في هذه المرحلة، داعيا إلى اصطفاف عربي وفلسطيني من أجل القدس.
وأضاف: "إن ما يجري الآن يكشف حقيقة الصراع مع المحتل الصهيوني، ويرسم مستقبل القدس المحتلة"، مضيفاً "لا تتخوفوا من حرب يسمونها دينية أو غير دينية، القدس إسلامية مرتبطة بعقيدتنا ونحن نتحرك من هذا المنطلق العقدي والشرعي قبل المنطلق الوطني والإنساني".
كما أوضح أن حكومته ستستمر في متابعة التطورات وستقوم الوزارات بمسئولياتها الكاملة فيما يتعلق بالقدس واستمرار الحاضنة الشعبية والجماهيرية، مثمنا هبة جماهير الشعب الفلسطيني والمرابطين في القدس.
وختم هنية حديثة بالقول: "نحن معكم، سندعمكم، لن نتخلى عنكم، لن نخفض صوتنا، ولن نتراجع عن مواقفنا ولن نغادر مواقعنا"، وأضاف "لا مستقبل للاحتلال على أرض فلسطين، القدس لنا والأرض لنا والله بقوته معنا".
وكانت سلطة عباس - فياض قد قررت منع أي مظاهر لنصرة المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس المحتلة، وكبح أية انتفاضة جديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلة من شأنها رفع وتيرة المواجهة مع الاحتلال وتغيير قواعد المرحلة وإعادة خيار المقاومة إلى الصدارة في مقابل الشعارات الداعية إلى التفريط في الثوابت والتخلِّي عن المقدَّسات واستجداء التفاوض مع العدو الصهيوني الذي يعلن في كل مناسبة عن نواياه الخبيثة نحو الشعب ومقدساته.
وأعلنت ميليشيا عباس اليوم الثلاثاء حالة التأهُّب القصوى بين صفوفها خشية اندلاع مثل هذه الانتفاضة، وأن غرفة عمليات عليا قد شُكِّلت من قيادات الميليشيا لمتابعة تطوُّرات الأحداث، وأن اتصالات مكثفة تجرى لمحاولة التقليل من تأثير أحداث القدس في الضفة الغربية، وفقًا لما ذكر مركز البيان للإعلام.
ونقل المركز عن مصدرٌ فتحاويٌّ قوله أن قيادة ميليشيا عباس -وفي إطار تنفيذ مخططها لمنع الانتفاضة- قد وضعت خطة أمنية بناءً على أوامر مباشرة من أبو مازن لمنع أي تطوُّرات ومظاهرات أو نداءات من شأنها تصعيد الوضع، ولمنع كل مظاهر التفاعل مع ما يحدث في المسجد الأقصى وقطع الطرق لوصول المواطنين إلى أماكن التماس مع قوات الاحتلال الصهيوني خشية حصول أي اشتباكات معها!!.
وكشف المصدر أن حركة "فتح" وزَّعت على عناصرها في الضفة الغربية والقدس تعميمًا داخليًّا بعدم المشاركة في المواجهات الحاصلة مع العدو وتحجيمها قدر الإمكان والدعوة إلى وقفها بين الناس بدعوى عدم جدواها، وقطع الطريق أمام "حماس" وقوى المقاومة ومنعها من تحقيق أهدافهم في التأثير في الجماهير ودفعهم إلى مواجهة الاحتلال.
وأوضح أن الأمر بلغ بالسلطة إلى تشديد الإجراءات الأمنية داخل السجون؛ حيث تمَّ عزل الكثير من قيادات المقاومة المُختطَفين لديها بعضهم عن بعض ونقلهم إلى أماكن سرية؛ حتى لا يتسنَّى للأهالي الوصول إليهم في أية لحظة قد تنفجَّر الأوضاع فيها وإخراجهم منها، وأيضًا خوفًا من اجتماعهم لبلورة قرارٍ من داخل السجون يكون له أثر كبير في الجماهير الفلسطينية الغاضبة في الخارج، ودفعهم إلى تصعيد انتفاضتهم.
ولفت المصدر إلى أن قيادات ميليشيا عباس كانت قد أعطت إجازة رسمية لمن تعتقد أن لهم ميولاً وطنيةً وإسلاميةً من بين عناصرها، وسحبت سلاحهم خشية تضامنهم مع المنتفضين والتأثير في باقي المنتسبين وإضعاف الخطة الأمنية من الداخل، وخوفًا من قيامهم بأي إجراءٍ أمنيٍّ محتملٍ ضد قوات الاحتلال الصهيوني في لحظة ثورة دم وهو يرون المجازر التي ترتكب ضد أبناء الشعب الفلسطيني!!.