
تواصلت احتجاجات الفلسطينيين في أنحاء مختلفة من القدس الشرقية والضفة الغربية وكذلك قطاع غزة احتجاجاً على ما يحدث في القدس من انتهاكات سافرة بحق المقدسات الإسلامية.
كما خرجت مظاهرات حاشدة تنظِّمها مؤسسة القدس في بيروت نصرةً للمسجد الأقصى
وأسفرت الاشتباكات الدائرة رحاها في القدس عن إصابة 49 فلسطينيًا على الأقل بالرصاص المطاطي في منطقة جبل الزيتون، وفقًا لتقديرات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فيما اعتقل عدد آخر من المتظاهرين.
واعتقلت قوات الاحتلال عشرات الشبان بمدينة القدس، وأوضحت مصادر محلية أن عملية الاعتقال هذه جاءت خلال المواجهات التي تجددت الثلاثاء، بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في العديد من أحياء مدينة القدس وداخل أسوار البلدة القديمة وخارجها.
من جهة أخرى، خرجت مسيرات غاضبة واعتصام أمام مقر المجلس التشريعي في غزة احتجاجًا على ما يجري في القدس والأقصى المبارك، كما دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سلطة "فتح" في رام الله إلى إطلاق يد المقاومة والشعب الفلسطيني إلى الردِّ على جرائم الاحتلال.
وأكد الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم أن ما يحدث يستدعي بالفعل هبَّةً جماهيريةً فلسطينيةً في انتفاضة عارمة وقوية، تواجه هذا العدو الصهيوني في الضفة الغربية وفي القدس.
وقال برهوم -في تصريحٍ صحفي الثلاثاء: "إن ما يجري يستوجب إطلاق يد المقاومة والشعب الفلسطيني في الضفة من قبل سلطة "فتح"؛ حتى يدافعوا عن القدس والأقصى، وضرورة أن تطلق يد المقاومة في الضفة ويد صناع القرار المعتقلين في سجون "فتح" في الضفة؛ حتى يُحدثوا معادلةَ توازن من خلال فتح ساحات المواجهات الحقيقة في خطوط تماسّ العدو دفاعًا عن القدس والأقصى".
وشدَّد برهوم قائلاً: "لا مبرر الآن لسلطة "فتح" في كبح جماح المقاومة واعتقال المجاهدين والمقاومين، وكبح جماح الشعب في الضفة"، لافتًا إلى أن أيَّ استمرار لقمع المقاومة في الضفة هو تآمرٌ على القدس وتواطؤٌ مع العدو كي ينال من الأقصى.
وأضاف: "لا مبرر لأن يبقى سفير صهيوني واحد في أية عاصمة عربية أو إسلامية، أو أن يرفرف العلم صهيوني فوق أية عاصمة، بل يجب على زعماء هذه الدول أن يتخذوا خطوةً تتوازى مع ما يجري في القدس".
ومن جانبها، طالبت "هيئة علماء فلسطين في الخارج" سلطة رام الله بإعلان وقف كافة أشكال المفاوضات مع العدو الصهيوني، كما دعت جميع أبناء الشعب الفلسطيني إلى شدِّ الرحال إلى المسجد الأقصى، والمرابطة بداخله؛ لمواجهة أية اعتداءات يمكن أن تطال المسجد الأقصى.
واعتبرت الهيئة -في بيانٍ صادرٍ عنها اليوم الثلاثاء بناءَ "كنيس الخراب" خطوةً متقدمةً في السعي للعدوان على المسجد الأقصى، وتهويد القدس، وأن المؤامرة الصهيونية هذه تتمُّ في ظل الصمت العربي الرسمي، وبعد إعطاء الضوء الأخضر لانطلاق المفاوضات غير المباشرة.
وحثَّت جميع أبناء الأمة العربية والإسلامية وهيئات العلماء على الخروج إلى الشارع، والمبادرة إلى دعم الشعب الفلسطيني وبيت المقدس، وقالت: "ليعلم العدو أن المساس بالمسجد الأقصى مساسٌ بكل مسلم من المسلمين، وأن المساس به سيكون الشرارة التي تشتعل من تحت أقدام المحتل، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".