هارون الرشيد.. الخليفة المظلوم
30 ربيع الأول 1431
منذر الأسعد

ذلكم هو عنوان الكتاب القيّم الذي اشترك في تأليفه كل من الشيخ أحمد القطان والأستاذ محمد الطاهر الزين، ونشرته دار الإيمان بالإسكندرية، وجاء في 230صفحة.

وتأتي أهمية الكتاب من تصديه لركام من الأكاذيب ألصقها أهل الأهواء بالخليفة العباسي الشهير هارون الرشيد، وشاعت تلك المفتريات متجاوزةً العوام إلى كثير من المتعلمين الذين يتلقون التاريخ مزيفاً على أيدي متغربين لا خلاق لهم، أو أساتذة طائفيين يستترون وراء ألقاب علمية براقة. ولعل المتابع لمسيرة الرافضة المصرّة على بث السموم وتلفيق الأراجيف وتشويه سيرة أعظم شخصيات عرفها البشر بعد الأنبياء ونعني أصحاب نبينا الأكارم!! فما البغض الشعوبي المجوسي للرشيد سوى استمرار لنهج الحقد وثقافة الكراهية التي تنهش صدور القوم وقلوبهم. فموضوع الكتاب-إلى درجة بعيدة-موضوع معاصر وليس تاريخياً محضاً كما قد يظن بعض الناس المنشغلين بدنياهم أو المنخدعين بشعارات التقريب الكاذبة الخاطئة.

 

منذ المقدمة يبين المؤلفان صراحة أنهما سوف يدافعان-بالحق-عن مسلم ظلمه الخصوم وسواهم على حد سواء، ويحتكمان إلى المنطق ابتداء إذ يعرف الناس في العصور الحديثة ساسة كفرة فجرة امتنعوا عن الشهوات بسبب مشاغل الحكم مع أنهم يقودون دولاً صغيرة لا تُقارَن باتساع الدولة التي حكمها الرشيد رحمه الله.

 

يتكون الكتاب من ثمانية أبواب هي:

1-    الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية(في عصر الرشيد)
2-    نَسَبُ هارون الرشيد وأسرته وحياته من الولادة حتى توليه الخلافة  ثم فترة حكمه حتى وفاته
3-    خلافة الرشيد وأبرز الأحداث التي وقعت في أثنائها
4-    علاقات الرشيد الخارجية
5-    صفات الرشيد وسجاياه الحميدة
6-    ثناء العلماء وأهل التاريخ (القدماء منهم والمعاصرون)عليه
7-    بطانة الرشيد
8-    شبهات حول الرشيد والرد عليها

 

وقد أثنى عليه  من القدماء:شيخ المؤرخين ابن جرير الطبري وابن كثير والذهبي وابن خلدون والسيوطي، وأنصفه بالحجة القاطعة من المُحْدَثِين  يوسف العش وشاكر مصطفى  ومحمود شاكر وعبد العزيز السيد سالم وفريد وجدي وحسن إبراهيم حسن ومنير البعلبكي...

 

وأما الشبهات الشائعة التي طالما روّج لها المغرضون والتي تصدى لها المؤلفان بمنطق رائع وحجة قوية موثقة بالبرهان التاريخي والعقلي، فأهمها:أقصوصة أخته العباسة الملفقة مع جعفر البرمكي، واتهامه بشرب الخمر، ونعته بازدواج الشخصية، ودعوى سماعه الغناء.

 

ويخلص القارئ إلى أن هارون الرشيد خليفة موفق ورجل دولة حازم، وهو شخص ورع كان يغزو عاماً ويحج عاماً، وكان حريصاً على العلم والدعوة ورجال القضاء، وهو سخي جواد يبذل المال في سبل الخير الكثيرة والمتنوعة.

 

من هنا، يعد هذا الكتاب جديراً بالقراءة والمناقشة، وهو لا يقل أهمية عن كتاب شوقي أبو خليل: هارون الرشيد الخليفة المفترى عليه، وإن كان لكل منهما أسلوبه لكنهما يلتقيان في الغاية ويجتمعان في تنقية صورة الرشيد بالحجة الحاسمة وليس بالقيل والقال ولا بالظنون والتمنيات.

***

 

شكراً للباحث الأمين

نشر الباحث الأستاذ محمد بن سعد العيد بحثاً وجيزاً قيّماً بعنوان: التعليق اللطيف على كتاب صرخة من القطيف، رصد فيه الرجل ردود فعل الرافضة ضد كتاب صرخة من القطيف الذي كنا في موقع المسلم أصحاب مبادرة في التعريف به.

 

وبالإضافة إلى تقديرنا لجهد الباحث العيد ورصده الجيد وتفنيده القوي، وددنا أن نزجي له الشكر على أمانته إذ أشار إلى ما نشرناه عن الكتاب المذكور في تاريخ20/12/1430تحت عنوان: الكتاب القنبلة-صوت شيعي جريء يطرح الأسئلة الصعبة على كهنوت الكراهية والكذب، وقد أثنى الأستاذ العيد على عرضنا للكتاب واثبت رابطه على موقعنا.

 

ولعل البعض يتعجب من أن نشكر رجلاً على قيامه بواجبه، فالأمانة واجبة على كل مسلم.لكن تفشي نقيضها بكل أسف  هو ما دفعنا إلى ذلك، فضلاً عن اقتناعنا بأنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس الجديرين بالشكر.