أنت هنا

30 ربيع الأول 1431
المسلم/متابعات

نعى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي في بيان نشر على موقعه, وطالب بضرورة اختيار شيخ الأزهر الجديد بالانتخاب.

وقال الشيخ القرضاوي في بيانه: "لقد خالفتُ شيخ الأزهر الراحل فى عدد من القضايا، وبخاصَّة تلك التى تتصل بشئون الأمة، وعَلاقتها بالعالم من حولها، مثل استقباله لأكبر حاخامات "إسرائيل" فى مكتبه، ومثل تبريره لفرنسا فى منع حجاب الطالبات المسلمات فى المدارس، بناء على أن كلَّ دولة حرَّة فى اتخاذ ما ترى من قوانين، ناسيا أنه ليس من حقِّ أى دولة أن تسنَّ قوانين تُلغى الحرية الشخصية، وتناقض الحرية الدينية، وهما من أقدس حقوق الإنسان. وغير ذلك من المواقف التى أثارت جدلا واسعا فى مصر، وفى غيرها من بلاد العرب والإسلام".

ورأى القرضاوي أن شيخ الأزهر الراحل كان يتميز بالقدرة على تفسير القرآن بصورة جيدة، ولكنه كان "أدخل نفسه - أو أُدخل - في بحر الفقه، وهو لم يهيئ نفسه له، لا دراسة ولا ممارسة ولا تأليفا، فكثيرا ما خانه التوفيق في آرائه الجريئة، وهذا سرُّ اختلافنا معه."

وأضاف الشيخ القرضاوى: "اليوم فصل بيننا الموت، الذى يفصل بين الأخ وأخيه، وبين الابن وأبيه، وبين الصديق وصديقه، كما يفصل بين المتجادلين بعضهم وبعض، وسيجمع الله بيننا فى يوم لا ريب فيه، يوم تُبلى السرائر، ويحكم بيننا بالحقِّ، وهو خير الحاكمين".

وتابع: "وقد شاء الله أن يأتيه أجله فى الرياض، وأن يُدفن فى (البقيع)، بجوار قبور الصحابة والصالحين، وفى هذا بشارة خير".

ودعا الشيخ القرضاوي الحكومة المصرية أن تنتهز هذه الفرصة لتستجيب لدعوات العلماء والمفكرين والمصلحين فى مصر والعالم الإسلامى، أن يكون تعيين الإمام الأكبر بالانتخاب، أو على الأقل بترشيح ثلاثة يختار رئيس الجمهورية واحدا منهم.

وفي الختام قال الشيخ القرضاوي: "ولا نملك لأخينا وصديقنا الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوى إلا أن ندعو الله له أن يغفر له ويرحمه، ويعافيه ويعفو عنه، ويَسَعَه بعفوه ولطفه، وبره وإحسانه، ويغسله بالماء والثلج والبَرَد، وأن ينقِّيه من الخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدنس، ويسكنه فسيح جنته، إنه هو الغفور الرحيم".