
أثيرت انتقادات كثيرة في الآونة الأخيرة حول رفض السلطات المحلية في مدينة بروكلين بولاية نيويورك الأمريكية السماح للأقلية المسلمة ببناء مسجد إلا بعد تعديل مخططه وإلغاء مئذنته. وانتقدت أوساط حقوقية هذا الإجراء واصفة إياه بالعنصري. وفيما شرع المسلمون في بناء المسجد استمرت الاحتجاجات المناوئة العنصرية المناوئة للإسلام في المدينة.
ونقلت شبكة "إسلام أون لاين.نت" يوم الأحد عن تيريزا سكافو، رئيسة مجلس جمعية بروكلين، قولها: "لقد تم التعامل مع المشروع الذي تقدم به أبناء الأقلية المسلمة لإنشاء مسجد في بروكلين من منطق الجهل الخالص.. وهناك الكثير من العنصرية كذلك" من جانب بعض الأوساط الشعبية.
وكانت الجمعية الإسلامية الأمريكية "ماس" قد تقدمت في يوليو الماضي بمشروع إلى إدارة المنشآت والمباني في المدينة لبناء مسجد من أربعة طوابق ومئذنة في وسط بروكلين، التي تعتبر إحدى المدن الرئيسية في ولاية نيويورك، لكنه قوبل بالرفض من قبل مخططي المدينة في الإدارة، باعتبار أن تصميم المسجد يخالف أنظمة البناء في بروكلين.
وتم قبول المشروع عندما أعيد تقديم مخطط للمسجد بدون مئذنة، وتم الشروع في بنائه حاليا في ميدان فورهيس بوسط بروكلين، إلا أنه لا تزال هناك معارضة قوية للمشروع من جانب بعض غير المسلمين في المدينة، والذين شكلوا مجموعة قامت بتوزيع منشورات تدعو السكان إلى أن يقولوا "لا لمسجد في ميدان فورهيس".
ودشنت المنظمات التي تقف خلف هذه الحملة العنصرية حملة على الإنترنت، واستقطبت حتى الآن حوالي 300 من السكان، قالوا فيها إن الراعي الرئيسي للمشروع –ماس- تسعى إلى إقامة "دولة إسلامية في أمريكا"، و"ترتبط مع منظمات وأفراد معادية للسامية وللسياسات الإسرائيلية".
من جانبه رد مهدي براي، المدير التنفيذي لصندوق الحرية التابع لـ"ماس" على هذه الانتقادات بالقول: "إن هناك الكثير من الناس الذين ينتقدون السياسات الإسرائيلية، وفي ذلك الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر". وفي مسعى منه لدحض أقاويل الحملات المعادية والتقليل من أثرها السلبي على الأقلية المسلمة، واستطرد براي بالقول: "إن ذلك لا يجعل كارتر معاديا للسامية، وكذلك لا يجعل (ماس) معادية للسامية".
وقال براي إن هناك موقفا سياسيا من المسلمين لدى المعارضين لمشروع بناء المسجد، برغم تحججهم بأمور مثل إعاقة المشروع لحركة المرور ووقوف السيارات في ميدان فورهيس.
وأوضح أن تصميم المسجد "يفي بجميع متطلبات البيئة والعمران في بروكلين، ولذلك فإن هذه المجموعات المعارضة تستخدم تكتيك الخوف التقليدي من الإسلام والمسلمين".
وأضاف: "لكن على الرغم من كل هذا الضجيج فإن المسجد سوف يتم بناؤه، ونحمد الله تعالى على أن القانون في جانب من المسلمين في هذه المسألة".
وأوضح براي أن الضجيج الذي أثير حول هذه القضية ليس حادث فريد من نوعه، "حيث واجه المسلمون مثل هذه المواقف السلبية في كثير من الحالات التي أرادوا فيها بناء مساجد".
وأضاف: "تجد دائما بعض الجماعات التي تطرح ذرائع ومبررات للهجوم على المشروعات الخاصة ببناء مساجد جديدة، مثل تعطيل حركة المرور، ولكن كل ذلك مجرد قناع لإخفاء دوافعهم العنصرية والتعصب الموجود لدى هؤلاء".
وضرب القيادي المسلم عددا من الأمثلة على ذلك بوقائع جرت خلال السنوات الماضية، وتحديدا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ومن بينها حالة ظل خلالها المركز الإسلامي للجمعية الإسلامية في مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس لأكثر من أربع إلى خمس سنوات تحاول بناء مسجد في المدينة.
وكانت دول أوروبية انتهجت الأسلوب ذاته حيال بناء مآذن للمساجد، خاصة بعد الاستفتاء الذي دعا إليه حزب الشعب اليميني السويسري لحظر بناء المآذن في سويسرا في نوفمبر الماضي، وصوت فيه 57.5% من الناخبين السويسريين لصالح حظر بناء المآذن في البلاد.
ويعيش في الولايات المتحدة ما بين 6 إلى 7 ملايين مسلم من أصل أكثر من 310 ملايين نسمة، وفقا لمصادر إسلامية أمريكية، بينما ذكر مركز "بيو" لاستطلاعات الرأي قبل عدة أشهر أن المسلمين يمثلون أقل من 1% من الشعب الأمريكي.