
أفادت مصادر رسمية صومالية أنه تم إرجاء التوقيع على اتفاق تعاون بين الحكومة الانتقالية الصومالية و"حركة أهل السنة والجماعة" الصوفية المسلحة والتي سبق أن تعاونت مع الحكومة في مواجهة المعارضة الإسلامية المسلحة التي تسيطر على معظم أنحاء البلاد.
وأرجأ توقيع الاتفاق إلى يوم الاثنين بعد أن كان متوقعا اليوم السبت.
وأعلن الاتحاد الإفريقي الذي يرعى الاتفاق في بيان أن حفل التوقيع بين الحكومة الانتقالية و"أهل السنة والجماعة" أرجئ، حيث من المقرر أن يجرى توقيعه عصر الاثنين.
وأرجع رمضان العمامرة مفوض الاتحاد الإفريقي للسلام والأمن سبب إرجاء الاتفاق إلى "مشاكل لوجستية". وقال ما زلنا نعمل مع الطرفين الممثلين هنا على الأرض لكن آخرين لم يحضروا بعد. مؤكدا أن المشاورات متواصلة للتأكد من التوصل بعد نهاية الأسبوع إلى توقيع هذا الاتفاق وحشد أكبر قدر ممكن من الدعم من أجل تنفيذ فعال ميدانيا.
وأجرى نائب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية الصومالية شريف حسن الشيخ عدن محادثات استمرت مدة أسبوع خلال شهر فبراير الماضي في أديس أبابا مع زعيم حركة "أهل السنة والجماعة" من أجل تحديد استراتيجية مشتركة لمكافحة مقاتلي حركة الشباب التي تقاتل الحكومة في كافة أجزاء الصومال.
وينص مشروع الاتفاق على تشكيل لجنة علماء ورجال دين لتحديد إطار "يحمي ويصون العقيدة الإسلامية"، كما أفادت الدبلوماسية الإثيوبية في فبراير. وتأسست حركة "أهل السنة والجماعة" سنة 1991 لحماية التيار الإسلامي الصوفي من تأثير ما تسميه بعض الجهات بالتيار الوهابي المتنامي في الخليج.
لكن الحركة رفعت السلاح سنة 2009 بعد أن دمر مقاتلو الشباب عددا من الأضرحة الصوفية الشهيرة، بسبب ما يمارس فيها من أمور مخالفة للشريعة الإسلامية.
وينشط أهل السنة والجماعة بالخصوص في منطقة جلجدود (وسط) حيث تقاوم إلى جانب القوات الحكومية حركة الشباب الإسلامية. لكن هذا الاتفاق أثار انقسامات جديدة داخل الحركة الصوفية لا سيما أن معارضيه اتهموها بالتواطؤ مع إثيوبيا المجاورة التي قالوا إنها تدرب عناصرها وتزودهم بالأسلحة.
وأعلن 26 مسؤولا محليا الجمعة في مؤتمر صحفي في عاصمة منطقة جلجدود أنهم يرفضون الاتفاق. واعتبر الشيخ عدن شويب أحد مسؤولي المجموعة أن المؤتمر الصحفي "يهدف إلى مقاطعة العناصر الذين يزعمون تمثيل جماعتنا" من أجل التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الصومالية. وتابع: "إننا عدلنا على دعم هذا الاتفاق الذي سيبرم في أديس ابابا".
واعتبر قادتها أن الوفد الذي أرسل إلى أديس أبابا لا يمثل قيادة أهل السنة والجماعة ولا يمكنه خدمة مصالحها، كما قال قيادي آخر يدعى الشيخ عبد الرحمن الأزهري. وتعلن الحكومة الانتقالية الصومالية منذ نهاية السنة الماضية أنها ستشن هجوما كبيرا على حركة الشباب في العاصمة وكذلك في وسط وجنوب البلاد.
وتوقف القصف المدفعي والأسلحة الرشاشة في مقديشو الليلة الماضية، وأصبح الوضع هادئا بعد مواجهات عنيفة دامت ثلاثة أيام بين القوات الحكومة ومقاتلي المعارضة، أسفرت عن سقوط أربعين قتيلا.