أنت هنا

27 ربيع الأول 1431
المسلم ـ وكالات

شارك عشرات الآلاف في المسيرة الحاشدة التي دعت لها اليوم الجمعة فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة نصرةً للمقدسات ووقوفًا في وجه سياسات التهويد و"الاستيطان" الصهيونية.
ومن جانبه، أكد الدكتور خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن هذه المسيرة غير المسبوقة بهذا الشكل وهذا الحجم ومن حيث الفصائل المشاركة فيها ("حماس" والجهاد الإسلامي وجبهة النضال والصاعقة والقيادة العامة والأحرار ولجان المقاومة وحركة المقاومة، إلى جانب رابطة علماء فلسطين).

وأكد الحية على أن ذلك يأتي تعبيرًا عن التوحد خلف حماية المقدسات، وأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، لافتًا إلى أن المشاركين اختاروا رفع العلم الفلسطيني للتأكيد على معاني الوحدة.

وأضاف: "ليس غريبًا أن نرى هذا الاصطفاف للمقدسات، ونخرج على قلب رجل واحد نرفع فيها علمنا الفلسطيني؛ لتكون الرسالة أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وأن مقدساتنا ولاجئينا ودولتنا وشعبنا في كل مكان يجسد قضيةً وأملاً ووحدةً وعودةً بإذن الله".

وامتلأت شوارع غزة بحشود المشاركين في المسيرات التي انطلقت من المساجد المختلفة قبل أن تتجمع في مسيرة هادرة في ساحة المجلس التشريعي الفلسطيني بغزة.
ودعا إلى الانتفاض في وجه العدو الصهيوني قائلاً: "أين شعبنا في كل مكان؟ ما علينا إلا أن ننتفض لنواجه هذا المخطط الصهيوني الذي يريد أن يدمر مقدساتنا، ويستأصل رابطتنا بأرضنا ومقدساتنا".

وشدد على أن "فلسطين أرض إسلامية، وقضية إسلامية، وبعدها الحقيقي بعدٌ الإسلامي، وكل من يحاول حرف ذلك هو يريد حرفها عن أصالتها وعمقها"، مؤكدًا أنه "آن الأوان أن تنتفض الأمة، لم يعد هناك مجال للانتظار، هل تنتظرون أن يُهدم المسجد الأقصى وتُؤمم الكنائس؟".

وابدى خليل الحية استغرابه من خروج مفاوضي "فتح" لمفاوضة الاحتلال وهم معزولون عن الشعب وهمومه، متسائلاً: "أي مفاوض هذا؟ يخرج ليفاوض عن شعب وهو معزول عنه؟"، لافتًا إلى أنهم يعودون للمفاوضات والعدو يتخذ من ذلك غطاءً ليهود القدس، ويكرس "الاستيطان".
كما توجه الحية بالتحية إلى "أهلنا في القدس الذين يدافعون عن شرف الأمة"، متسائلاً عن دور باقي الأمة.

ودعا إلى توحيد الجهود حماية للمسجد الأقصى والمقدسات، قائلاً: "نقول لإخواننا في حركة "فتح" الذين جعلوا أنفسهم غطاءً للمفاوضين، أطلقوا يد المقاومة في الضفة الغربية، واكسروا قيد المجاهدين من كل الفصائل هناك"، داعيًا الجميع إلى التوحد خلف راية المقاومة.

وتابع عضو المكتب السياسي لـ"حماس" مخاطبًا "فتح": "أيدينا ممتدة إليكم لنعبر جسرًا تعبره المقاومة لتقض مضاجع الاحتلال، الاحتلال لن يرحل إلا بالسيف والبندقية، هذا العدو لا ينفع معه إلا الدم والبندقية المجاهدة".

من جهته، شدد الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على التمسك بخيار المقاومة، داعيًا إلى الوحدة، ونبذ الفرقة لمواجهة المخططات الصهيونية.

وعلى صعيد آخر، شارك آلاف الأردنيين في المهرجان الجماهيري الكبير نصرة للأقصى والمقدسات، والذي أقامته الحركة الإسلامية اليوم الجمعة، قرب الحدود الأردنية الفلسطينية، بجوار مقام الصحابي أبي عبيدة عامر بن الجراح في منطقة الأغوار.

وطالب المشاركون الذين زحفوا شتى مناطق المملكة الحكومات العربية والإسلامية لسرعة نجدة الأقصى، محذرين من "ان الصمت سيعطي العدو الصهيوني جرأة إضافية، لتنفيذ مخططاته تجاه الأقصى وتوسيع مستوطناته".

ودعا المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور همام سعيد جماهير الأمة الإسلامية "للدفاع عند حياض الأمة ومدافعة العدو الصهيوني".

ورفض سعيد "استئناف المفاوضات مع الكيان الصهيوني، قائلا" إن مثل هذه المفاوضات تشكل غطاءً لاستمرار مخططات العدو في تهويد المقدسات"، وشدد على "ان لغة القوة هي التي يمكن ان تحقق النتائج وتستخلص الحقوق وتحمي المقدسات وتحد من أطماع الكيان التوسعي"، مستنكرا مواقف نائب الرئيس الأمريكي بايدن المنحازة ضد الحقوق العربية والإسلامية.

وطالب العلماء إلى "قيادة الجماهير في معركة استنقاذ الأقصى من أيدي الغاصبين"، وطالب الأنظمة العربية والإسلامية بالوقوف في وجه الخطوات الصهيونية المبرمجة.

وظللت المكان ذكرى معركة الكرامة، حيث أشار المتحدثون إلى أن العدو الصهيوني لا يجدي معه إلا القوة والسلاح.