
أكد الرئيس السوداني عمر البشير إن أي اتجاه لتقسيم السودان وفصله لدولتين يعد مجرد بداية لتقسيم كل أفريقيا، مضيفًا إن مبدأ تقسيم البلاد لحل مشكلة التعددية في السودان سيدفع الأصوات الداعية لتقسيم الدول الأفريقية ذات التعددية لاتخاذ السودان انموذجاً
وأضاف البشير أن ذلك سيسهم في توجيه رسالة سالبة لكل أفريقيا، مشيرًا خلال لقائه أمس ديكلان هارتنت، رئيس التحرير الإقليمي لمجلة (First)، إلى ان منعة افريقيا في وحدة اجزائها وسعيها نحو وحدة أفريقية متكاملة.
كما أبدى البشير حرصه على التحول الديمقراطي وإجراء الاستفتاء في الجنوب، والاهتمام بجعل خيار الوحدة ضمن الأولويات، واحترامهم لخيار الجنوب إذا ما صوتوا للانفصال وتأكيده السعي لإرساء علاقات حسن الجوار.
وأوضح ان المفاوضات الجارية مع حركات دارفور لن تكون للأبد، وقال إن الحكومة ستستمر وستصبر بالتفاوض مع الحركات المسلحة في الدوحة دون استثناء حتى يتحقق السلام، ورفض خلال تسجيله البرنامج الانتخابي لجهازي الإذاعة والتلفزيون مساء أمس أي اشتراط من فصيل بعدم التفاوض مع نظرائه.
وقال إن المساعي جارية لضم ما تبقى من الحركات لمحور التفاوض في الدوحة قائلاً: 'عايزين الدوحة تكون المحطة الأخيرة'، وقال: 'سنصبر ولا نقبل بفصيل يفرض علينا شروطاً ضد فصيل'، مؤكداً جدية الدولة في التفاوض مع كل الحركات، وزاد: 'حنتحاور ومتوقع الصلح والمابي الصلح ندمان'.
من جانبه، قال الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس حكومة الجنوب امام المجتمعين في قمة الايقاد بنيروبي - التي تعد اول قمة للهيئة منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل - إن تقرير مصير الجنوب يعد أولوية مطلقة. وأضاف ان أي تأجيل للانتخابات العامة يجب ألا يؤثر على الاستفتاء.
واوضح كير 'ان سير الانتخابات ليس شرطاً مسبقاً لسير الاستفتاء'. واضاف ان الجنوبيين ينظرون الى الاستفتاء بأهمية اكبر من الانتخابات. واشار الى انهم سيدافعون عن تقرير المصير بأي ثمن. وقال: 'اناشدكم بتطبيق اتفاقية السلام الشامل بالكامل وبحسب الجدول الزمني، واحترام خيار شعب الجنوب في الاستفتاء'.
وتأتي تصريحات البشير في وقت انهت فيه قمة الايقاد التي انعقدت بنيروبي امس أعمالها وأوصت بتشكيل لجنة لمساعدة الشريكين لانفاذ ما تبقى من بنود اتفاقية نيفاشا.
وقد حضر اجتماع القمة كل من موسيفيني الرئيس الاوغندي واسماعيل عمر قيلي الرئيس الجيبوتي وزيناوي رئيس الوزراء الاثيوبي ومواي كيباكي الرئيس الكيني.
وقد حث القادة المشاركون في الاجتماع الشريكين على الاسراع في حل القضايا العالقة في تطبيق الاتفاقية مثل ترسيم الحدود ومفوضية الاستفتاء. ودعوا في بيان صدر عن الاجتماع، حكومة السودان الى ضمان ازالة العقبات كافة امام اقامة انتخابات حرة ونزيهة.
من جهته، قال سكوت غرايشون، المبعوث الأمريكي للسلام في السودان للصحافيين بنيروبي، ان الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني حققا تقدماً كبيراً في معالجة الكثير من القضايا، من بينها التعداد السكاني وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، بجانب الشروع في مناقشة ترتيبات ما بعد الاستفتاء. وأضاف ان خطوات احلال سلام دارفور بجانب توحيد الحركات والدور الذي يضطلع به المجتمع المدني تعد فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاقية سلام شامل في الاقليم.