أنت هنا

26 ربيع الأول 1431
المسلم- راديو صربيا

قدمت صربيا يوم الأربعاء خطابا رسميا إلى بريطانيا يطالبها بتسليمها الزعيم البوسني السابق أيوب جانيتش المحتجز في لندن منذ بداية الشهر الجاري على خلفية اتهامه بالمسؤولية عن تفجير قافلة عسكرية للجيش اليوغوسلافي الذي كان يسيطر على سراييفو في عام 1992.

وقالت وزارة العدل الصربية إنه تم إرسال الطلب المدعوم بالوثائق إلى المحكمة المعنية في لندن. وكانت البوسنة أيضا قد طلبت أمس الثلاثاء تسلم جانيتش، قائلة إنها أحق باستلامه كونها بلده الأصلي.

وقال حارث سيلايجيتش عضو مجلس الرئاسة البوسني والذي يتولى حاليا منصب الرئيس: إن اعتقال جانيتش يقوض السيادة البوسنية ويصب في مسعى صربيا للتشكيك في دفاع البلاد المشروع عن نفسها ضد الاعتداءات الصربية خلال الحرب التي وقعت في الفترة بين 1992 و1995.

وأضاف أن هذه ليست هي المحاولة الأولى من جانب الصرب لإلقاء اللائمة بالتساوي على طرفي الحرب (الصرب والبوسنيين). وتابع: "وستكون هناك محاولات أخرى، لكننا سنكافح من أجل الدفاع عن حقوق مواطنينا وكرامة مقاومتنا للاعتداءات التي تعرضت لها البوسنة".

ومن جانبه، قال ضمير أرناؤوط الذي يقود فريق الدفاع عن جانيتش إن البوسنة تنظر في إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق مسؤولين صربيين لم يحددهم.

وأضاف قبيل إقلاعه على متن طائرة متجهة إلى لندن أن "الخيارات كلها باتت مطروحة على الطاولة... فنحن ننظر في اتخاذ تدابير مضادة في مواجهة صربيا وهذا من شأنه أن يؤثر كثيرا على علاقاتنا".

وجرى القبض على جانيتش (64 عاما) أول مارس الجاري في مطار "هيثرو" بلندن بناء على مذكرة اعتقال مؤقتة أصدرتها الحكومة الصربية.

وتزعم السلطات الصربية أن جانيتش متورط في هجوم وقع في مايو 1992 على قافلة عسكرية يوغسلافية في سراييفو قتل خلالها 42 جنديا وأصيب 73 آخرين وأسر 215 جندي بالجيش الشعبي اليوغوسلافي. ونفي جانيتش هذه المزاعم.

وكان أيوب جانيتش عضو هيئة الرئاسة الحربية للبوسنة والهرسك إبان الحرب الدامية بين مسلمي البوسنة ونصارى الصرب التي قتل خلالها آلاف المسلمين بأساليب وحشية في حملة تطهير عرقي شنها الجيش الصربي تحت مرآى ومسمع العالم والمجتمع الدولي.

وقضت محكمة جزئية في لندن باستمرار احتجاز جانيتش حتى 29 مارس الجاري وهو الموعد المحدد لعقد جلسة لتسليمه. كما جري تأجيل إصدار قرار بشان إخلاء سبيله بكفالة الأسبوع الماضي للسماح بجمع المزيد من الأدلة.

وكانت وزارة الداخلية الصربية قد أصدرت مذكرة مطاردة في بداية عام 2009 للعضوين الحربيين لهيئة رئاسة البوسنة والهرسك، جانيتش وستيبان كليويتش إلى جانب 17 شخصا آخرين من البوسنة والهرسك، زاعمة تورط هؤلاء في الهجوم على القافلة العسكرية.