أنت هنا

24 ربيع الأول 1431
المسلم/وكالات/ متابعات

اعتقل 93 شخصا على خلفية الاشتباكات التي شهدتها نيجيريا أول أمس بين المسلمين و"المسيحيين" وأسفرت عن مقتل 500 شخص, بينما دفن نحو 400 شخص في مقبرة جماعية بالقرب من بلدة جوس بوسط البلاد.

وقال رئيس لجنة عمليات البحث وانتشال الجثث سولومون زانج بالقرب من المقبرة في قرية دوجو هاوا: "لدينا نحو 351 جثة مدفونة في تلك المقبرة الجماعية وفي الطرف الأخر هناك قرية أخرى اسمها زوت حيث ستدفن بها نحو 36 جثة على حدة."

وأضاف زانج: إن حصيلة القتلى أعلى نظرا لأن بعض الأسر أخذوا أقرباءهم القتلى لدفنهم ومازالت الجثث في المشرحة ويبحث فريق بحث عن مزيد من الجثث.

من جهته, ذكر إيكيشوكو أيو أدوبا مفتش الشرطة في ولاية بلاتو أن 93 شخصا اعتقلوا للاشتباه في صلتهم بالمذبحة.

وأضاف: "اعتقل 19 شخصا من قبيلة فولاني بعد الحادث وبحوزتهم خناجر وسكاكين بينما قتل أربعة من قبيلة فولاني على أيدي فريق الدورية المشترك." وتابع: إن 74 شخصا آخرين اعتقلوا بعد تبادل لإطلاق النار.

وكان قد تم  شن هجمات منسقة، على ثلاث قرى في جنوب مدينة جوس، عاصمة ولاية بلاتو، التي سبق أن شهدت أعمال عنف بين المسلمين والمسيحيين. فخلال ثلاث ساعات، تم ذبح مئات الأشخاص، بينهم الكثير من النساء والأطفال، بواسطة السواطير، وإحراقهم، بحسب شهود تحدثوا عن جرائم فظيعة. وتم وضع كل القوى الأمنية في بلاتو والولايات المجاورة في حالة استنفار قصوى مساء أول من أمس، بناء على أوامر الرئيس.

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأطراف المتقاتلة في نيجيريا إلى الهدوء وضبط النفس.

وقال بان أمس الاثنين إنه يشعر "بقلق بالغ إزاء استمرار العنف الطائفي في نيجيريا واستمرار إزهاق الأرواح"، وناشد علماء الدين والسياسة "العمل معا لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الأزمة للوصول إلى حل".

وقد وُضع الجيش النيجيري في حالة تأهب قصوى بعد الأحداث، وأفادت مصادر رئاسية أن غودلاك جوناثان القائم بأعمال الرئيس دعا إلى اجتماع طارئ أمس الاثنين مع قادة قوات الأمن لبحث سبل الحيلولة دون اتساع نطاق الاشتباكات إلى الولايات المجاورة.

وكانت المدينة ذاتها وهي عاصمة ولاية بلاتو في وسط نيجيريا شهدت في 19 يناير الماضي ولمدة أربعة أيام مذبحة بشعة ضد المسلمين راح ضحيتها 550 قتيلا .

ويبدو أن عدم جدية الحكومة النيجيرية في التعامل مع المذبحة السابقة أدى إلى تكرارها.

وانطلقت المذبحة السابقة من قرية كورا كراما بمدينة جوس واندلعت بسبب خلاف حول إعادة بناء منشآت تم تدميرها قبل عامين في أعمال عنف طائفية مماثلة ، حيث احتج شبان "مسيحيون" على إعادة بناء مسجد في القرية التي يسكنها حوالي 500 ألف شخص أغلبيتهم من "المسيحيين" وأشعلوا النار في منازل وعربات المسلمين وسرعان ما انتقل العنف إلى مناطق أخرى في مدينة جوس وتحديدا منطقة نساراوا جون .

وقد طالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية لحقوق الإنسان الحكومة النيجيرية وقتها بفتح تحقيق حول المذبحة التي تعرض لها المسلمون إلا أن الحكومة غضت الطرف.