
لقي أكثر من ثلاثمائة شخص مصرعهم إثر تجدد الاشتباكات بين المسلمين و"المسيحيين" في مدينة جوس وسط نيجيريا, بينما وضعت قوات الأمن في حالة تأهب قصوى لمنع وقوع هجمات انتقامية.
وقال غريغوري يانلونغ المتحدث باسم ولاية بلاتو: إن أكثر من 300 قتلوا من بينهم نساء وأطفال.
وقال شاهد عيان في وقت سابق: إنه رأى أكثر من 120 جثة أكثرها مكدسة في دوغو ناهاوا جنوب جوس عاصمة ولاية بلاتو، بينما نقلت جثث أخرى إلى مشارح في جوس.
وكانت بعض الجثث التي رآها الشاهد ومنها جثث لأطفال ونساء متفحمة، في حين حملت جثث أخرى آثار جروح بالمناجل في الوجوه. من جانبهم قال عمال إغاثة: إن بعض القتلى أصيبوا بطلقات نارية.
وقال مسؤول بالصليب الأحمر: إن مكانين آخرين قريبين من دوغو ناهاوا تعرضا لهجوم، وأضاف: إن الوقت لا يزال مبكرا لإعطاء حصيلة نهائية للقتلى.
من جهته, أمر القائم بأعمال الرئيس النيجيري بإعلان حال الطوارئ القصوى في وسط البلاد، كما أمر قوات الأمن بإلقاء القبض على المسؤولين عن الاشتباكات.
وكانت المدينة ذاتها وهي عاصمة ولاية بلاتو في وسط نيجيريا شهدت في 19 يناير الماضي ولمدة أربعة أيام مذبحة بشعة ضد المسلمين راح ضحيتها 550 قتيلا .
ويبدو أن عدم جدية الحكومة النيجيرية في التعامل مع المذبحة السابقة أدى إلى تكرارها.
وانطلقت المذبحة السابقة من قرية كورا كراما بمدينة جوس واندلعت بسبب خلاف حول إعادة بناء منشآت تم تدميرها قبل عامين في أعمال عنف طائفية مماثلة ، حيث احتج شبان "مسيحيون" على إعادة بناء مسجد في القرية التي يسكنها حوالي 500 ألف شخص أغلبيتهم من "المسيحيين" وأشعلوا النار في منازل وعربات المسلمين وسرعان ما انتقل العنف إلى مناطق أخرى في مدينة جوس وتحديدا منطقة نساراوا جون .
وقد طالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية لحقوق الإنسان الحكومة النيجيرية وقتها بفتح تحقيق حول المذبحة التي تعرض لها المسلمون إلا أن الحكومة غضت الطرف.
ونقلت المنظمة عن شاهد عيان قوله :" الذين قاموا بمجزرة قرية كورو كراما هم نصارى بسيوف قصيرة وأسلحة نارية وعصي وحجارة ، الأطفال كان يجرون والرجال كانوا يحاولون حماية النساء والذين فروا إلى الأدغال قتلوا والبعض أحرقوا في المساجد والبعض ذهبوا إلى البيوت وأحرقوا ، شاهدت جثث 20 إلى 30 طفلا ، بعضها كان محترقا والبعض قطعت بالمناجل".